كتب – خطاب معوض خطاب
محمود الخفيف …
المؤرخ و الناقد و الشاعر و المترجم و القاص و الروائى المجهول …
هو صاحب الشخصية الأدبية و الفكرية العظيمة النابغة و المجهولة أو شبه المجهولة فى نفس الوقت ، فهو صاحب أول دراسة كاملة و شاملة فى المكتبة العربية عن الزعيم أحمد عرابى التى صدرت فى كتاب يحمل اسم ( أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه ) .
ولد فى سنة 1908م و ذكرت بعض المصادر أنه ولد فى سنة 1909م بمركز الشهداء بحافظة المنوفية ، حفظ القرآن الكريم فى طفولته ، تخرج فى مدرسة المعلمين العليا قسم التاريخ سنة 1931م حيث كان أول دفعته ، تم تعيينه مدرسا للتاريخ بالقسم الثانوى للمعاهد الدينية ثم عمل بالمدرسة التوفيقية ثم مدرسة مصر الجديدة الثانوية ، عين مديرا لإدارة التعاون الثقافى الشرقى بوزارة المعارف و تم إنتدابه سكرتيرا لتحرير مجلة الأزهر سنة 1952م ، سافر فى بعثة لإعداد المعلمين بلندن ، عين بعدها ناظرا للمدرسة الثانوية الإبراهيمية ، كما عمل مفتشا أول للمواد الإجتماعية بوزارة المعارف و كلفته وزارة المعارف بإعداد كتابين لإصلاح تاريخ مصر القومى .
محمود الخفيف كان شاعرا من أكبر شعراء عصره و أغزرهم إنتاجا و قد جمع شعره فى ديوان صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب صدر سنة 2007م ، كما كتب فى مجلة الرسالة و الراية و الرائد ، له عشرات المقالات النقدية ، ترجم العديد من القصص و الروايات العالمية منها : البلبل و الزهرة ، قلب الرجل ، اليأس من الحب ، و كتب بعض القصص القصيرة منها : دموع بريئة ، عفراء الغجرية ، أخيرا إختارت ، و له رواية اسمها ( الثائرة ) ، كما كتب كتابين أحدهما عن تولوستوى و الآخر عن إبراهام لينكولن ، و له كتاب فى النقد الإجتماعى اسمه من وراء المنظار – صور إنتقادية فكهة من حياتنا الإجتماعية .
كتب دراسة مسلسلة بعنوان ( أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه ) على صفحات مجلة الرسالة عن الزعيم أحمد عرابى قدم فيها دفاعا عنه قائما على أدلة و براهين و كشف فى دراسته تلك كذب القول بأن أحمد عرابى هو سبب دخول الإنجليز مصر و إحتلالها و أكد بالأسانيد القوية أن الإنجليز كانوا يضعون أعينهم على مصر و كانوا ينوون إحتلالها سواء ظهر عرابى أو لم يظهر .
عاش محمود الخفيف حياته وحيدا لم يتزوج حيث تفرغ لعمله بالتعليم و دراساته الأدبية و التاريخية و لقد تعرض للعديد من الأزمات فى حياته بسبب دراسته عن أحمد عرابى و تم تهديد صاحب مجلة الرسالة بغلقها إذا لم يتم وقف النشر و فعلا توقف نشر مقالاته تلك إلا أنه بعد فترة نشر الدراسة كاملة فى كتابه المذكور ، عانى محمود الخفيف طويلا من الإحتلال الإنجليزى و الحكومات الموالية له بسبب كتاباته و تم إضطهاده لكن الغريب أن يتم إضطهاده إلى اليوم بعد زوال الإحتلال ، فإن كان الإحتلال قد إضطهده فى حياته بالتضييق عليه فى عمله و كتاباته إلا أنه و بعد وفاته بستة و خمسين سنة حيث توفى فى 29 يناير 1961م مازال يعانى من الإضطهاد بعدم تكريمه إهماله و نسيانه ، فمن منا اليوم يعرف اسمه أو يسمع عنه شيئا و غيره الكثير من المبدعين .
المصادر :
موقع مؤسسة هنداوى للتعليم و الثقافة .
كتاب رجال من بلادى ( رجاء النقاش ) .
جريدة الجمهورية 24نوفمبر 1993م .
جريدة الأهرام 29 ديسمبر 2002م
.