كتب / خطاب معوض خطاب
الشيخة نفيسة …
خادمة القرآن الكريم …
تعتبر من سيدات مصر الفضليات اللاتى عملن على تحفيظ القرآن الكريم مثل الشيخة نفيسة أبو العلا شيخة أهل زمانها و تلميذتها الشيخة أم السعد اللى تعلم على يديها الكثير من المقرئين و منهم من ذاع صيته مثل الشيخ أحمد نعينع الذى يتباهى دائما بأنه حفظ القرآن على يديها .
ولدت الشيخة نفيسة على البسيونى بشار فى 29 نوفمبر 1916م فى قرية كفر الشنهاب مركز المنصورة محافظة الدقهلية ، أصيبت بمرض فى عينيها تسبب فى فقدانها البصر و هى صغيرة ، حفظت القرآن على يد الشيخ إبراهيم بشار ، تعلمت أحكام التجويد و التلاوة على يد الشيخ عبدالله البلتاجى و تلقت بعض علوم القراءات على يد الشيخة نور بدوى زايد .
عملت مساعدة لشيخها عبدالله البلتاجى فى كتابه ، بعدها أصبح لها كتابها الخاص بها ، نذرت نفسها لخدمة القرآن الكريم بقريتها و أصبح لها ذكر حسن و مكانة عالية و تلاميذ بررة حفظوا القرآن على يديها منهم الأستاذ محمد شلبى أمين الصحفى الكبير بدار الهلال الذى كتب عنها فى مجلة الهلال رمضان قبل الماضى .
نالت جوائز عديدة من الأزهر و الأوقاف و جمعية المحافظة على القرآن الكريم و أجرى العديد من الصحف و المجلات حوارات معها مثل : عقيدتى ، اللواء الإسلامى ، الأهرام إبدو .
كانت تختم القرآن قراءة فى كل أسبوع مرة ، و كانت دايما تشارك فى مجال الخير فى بلدها فقد باعت جزءا من ذهبها لكى تساهم فى إتمام مشروع المعهد الدينى و حينما أرادت أداء فريضة الحج باعت إرثها من والدها و المقدر بثلاثة قراريط و سافرت لأداء الفريضة .
مرة سألها أحد مفتشى الأزهر حين ذهب لزيارة كتابها : لم لا تتزوجين !؟ قالت له أنا تزوجت من زمان ! تزوجت القرآن ، و حين مرضت أواخر عمرها و لم تقدر على السير للكتاب طلبت من تلاميذها أن يحملوها على كرسى لكى تذهب للكتاب و تواصل عملها اللى نذرت حياتها له .
توفيت الشيخة نفيسة فى 6 سبتمبر 2001م عن عمر يناهز 85 عاما ، و كما كانت خادمة للقرآن فى حياتها فمن فضل الله بعد موتها لا يزال كتابها مفتوحا يؤدى رسالته على يد تلاميذها الذين علمتهم و مازال يعرف حتى اليوم بكتاب الشيخة نفيسة … رحمها الله …
المصدر :
مقال أ.محمد شلبى بمجلة الهلال إصدار يوليو 2014م .