بقلم/ نجلاء الراوي
أثار موقع صراحة الأيام الماضية كثيراً من الإهتمام والحديث عن سلبياته وأنه قد يتسبب فى كثير من المشاكل ، وحذر أحد الأطباء النفسيين بأنه قد يوصل بعض الأشخاص إلي الإنتحار ، وهناك من قال أنه من الممكن أن يتسبب في جرائم قد ترتكب بدافع الشك من متلقي هذه الرسائل ، وشكوى بعض من وصلتهم رسائل تعبر عن الكراهية والحقد عليهم وقاموا بنشر الرسالة على صفاحتهم الشخصية ، وكثرت الأحاديث حول صراحة وضررها ، لكن هناك ملاحظات قد أستوقفتني فمن الغريب أن مضمونها يكاد أن يكون متقارب مثل ( أنا بكرهك بحسدك أنا مبحبش أشوفك فرحانة أنت الناس بتحبك وأنا لاء انت ناجح وأنا بكرهك) ، والأغرب قيام بعض ممن تلقوارسائل من هذه النوعية يقومون بنشرها عبر صفحاتهم الشخصية بكامل إرادتهم ليُعلم بمحتواها باقي أصدقائهم ، من غير الممكن أن تكون الرسالة جعلتهم سعداء بها ويريدونها أمامهم على صفاحتهم الشخصية ويعرضوها على الآخرين ، ويقوموا بعمل مشاركة لها لتنتشر .
فمثل تلك الرسائل إن صدقت منطقياً إذا أخبر بها الشخص إحداً سيكون أقرب المقربين له سواء صديق شخصي أو أفراد أسرته فقط ، لماذا لم يتجاهلوها ،ومن باب التنويه ، فقبل إنتشار موقع صراحة فى الفترة الماضية ظهرت على صفحات العديد من الأشخاص وخاصةً الفتيات والسيدات رسائل قالوا إنها قد وصلتهم من أشخاص لا يعرفوهم على بريدهم الخاص وتحمل أيضاً نفس الكراهية والكلمات ، وكانوا ينشروها على صفحاتهم الشخصية حتى يراها الجميع ، وكانت بعض الصفحات تتناقلها وهكذا ، من الطبيعي أن كل شخص يمتلك حساباً على الفيس بوك عنده العديد من الأصدقاء ومنهم لا يعرفهم شخصياً ، وقد يكون عدداَ كبيراَ منهم لم يتبادل معه الحديث يوماً، فعندما يرسل أحداً منهم رسالة عبر برنامج صراحة كما يدعى البعض أن شخصاً بعثها لهم وتحمل كل كلمات الكرهية والحقد. لماذا كل هذه الضجة ونشرها لكى يراها الأخرين
منطقياً لا يوجد شخص محبوب من الجميع هناك شخص يرى فلاناً ملاك وآخر يراه شيطان ، ومن المعلوم أن الأنبياء أنفسهم لم يحبهم ويتفق جميع الناس عليهم ، هل عندما انشأ حساب على موقع صراحة كان يريد فقط رسائل محبة ، وإذا كان يعلم أنه لا يريد رسائل كراهية فكان يجب عليه عدم أشتراكه فى مثل هذه النوعية من الحسابات .
من الغريب تناول رسائل صراحة من الكثيرين ومناقشة محتوى ما تحمله من كراهية وأن هذه الرسائل قد تؤدى إلى أمراض نفسية وإنتحار وكثير من المشاكل ،ولم يفترض أحداَ منهم ولو بنسبة ضئيلة أن هذه الرسائل قد تكون موجهة من أشخاص لأنفسهم ، وقد هول بعضهم من الأمر بشكل مبالغ فيه ، حتى إن صدقت تلك الرسائل لما إعطائها فوق قدرها ، فنحن لا نعيش فى مجتمع ملائكي ، من الممكن أن تتعرض للسب والقذف أثناء قيادة سيارتك وتفاجئ بشخص يشتمك ولا تعرف من يكون هذا الشخص و ما السبب الذى جعله يسبك ، فهل تقوم بالبحث عن هويته لتعلم لماذا قام بالسب وتُكتب الكلمات التى سب بها وتضعها أمامك حتى تذكرك به ؟
منطقياً لا أحد يفعل ذلك ، من الأفضل والصحي تجاهل رسائل المجهول ومن يقمون بنشرها بدعوى إنهم تلقوها و التوقف عن قرائتها و مشاركتها ، و إن كان للرسالة صراحة مصدر أخر غير صاحب الحساب نفسه ، فعليه تجاهلها ومن الأفضل عدم الأشتراك فى مثل هذه الحسابات و تذكر الآية الكريمة “يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم”
ليس العيب فى برنامج صراحة لكن فيمن أستخدمه بشكل خاطئ ليثبت للأخرين أن له مميزات وهناك من يكرهه لإجلها.