” أبو الصناعة “
بقلم/محمد ماهر شمس.
مرت ذكرى وفاة المهندس عزيز صدقي رئيس الوزراء فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر مرور الكرام .. والذى استعان به الزعيم لتنفيذ رؤية الدولة آنذاك في إقامة صناعة وطنية واعدة تعتمد على الموارد البشرية والطبيعية الوطنية وتحقق الاكتفاء الذاتي من احتياجات السوق المحلي بدلا من الإعتماد على الاستيراد ..وشهدت الأسواق العديد من المنتجات المحلية ذات الجودة العالية كالأجهزة الكهربائية والنسيج والملابس القطنية رفيعة المستوى حتى السيارات والالومنيوم وصناعات البلاستيك وعربات النقل العام وبعض معدات الإنتاج الحربي..شيدت السواعد المصرية آلاف المصانع فى إصرار وعزيمة منقطعة النظير..كان يلقب عزيز صدقي” بأبو الصناعة المصرية ” وكان يبكى مع العمال فرحا وهم يحتفلون بافتتاح المصنع تلو الآخر..هذه هى العبقرية المصرية التى تتحدى الصعاب وتصنع المستحيل إذا أحسن استغلالها وتوظيفها من خلال إدارة واعية تكون قدوة ومثلا أعلى.. وبكى صدقى مرة أخرى والمصريون بكوا أيضا عندما تم بيع تلك المصانع بثمن بخس لرجال الأعمال الذين عطلوها وطردوا العمال منها ثم باعوا الآلات والمعدات بل والأراضي وتربحوا تحت سمع وبصر الدولة التى فقدت مشروعها الوطنى وهدفها النبيل..
نسترجع تلك المشاهد عندما نرى الدولة الآن عاجزة عن تحقيق تنمية صناعية في شتى المجالات وتقف مكتوفة الأيدي أمام فساد الذمم ، واحتكار بعض رجال الأعمال ، وعدم وضع إستراتيجية لإعادة الروح إلى الصناعة الوطنية والاستفادة من طاقات الشباب فى العمل والإنتاج ..التاريخ يؤكد أن المصريين أصحاب عزيمة لا تلين وإرادة يستطيعون بها حمل الأمانة بصدق وإخلاص..فكيف ومتى يتم توظيف هذه الإرادة..