آباء مُشوهون
بقلم/ نجلاء الراوي
تشوه الآباء كارثة أصبحنا نراها في حياتنا من خلال بعض النماذج حولنا ،ويدفع ثمنها للأسف أبناء أتو إلى الحياة لا ذنب لهم غير أنهم نتيجة زيجة مشوهة ، سواء كان أب غير سوى أو أم غير سوية أو الطرفين على السواء ، وهنا لا نقصد التشوه الخلقي لكن نقصد التشوه الأخلاقي والديني ،هذا التشوه الذي يعتبر سبباَ فى كثير من حالات الطلاق،و أيضاً جرائم عنف كثيرة ترتكب ضد الأبناء ، لقد أمر الله الابناء بالبر والإحسان للوالدين ، والوالدين ايضا بحسن تربية ابنائهم والإنفاق عليهم ورعايتهم وتعليمهم والعدل بينهم، ،لكن نرى بعض النماذج تخرج عن قاعدة المألوف من الانسانية والرحمة تجاه الابناء، وأصبحت صفحات الحوادث لا تكاد أن تخلو من ٱحدى الجرائم ضد الأبناء قد تصل تلك الجريمة إلى القتل ، مما يجعلنا نتسأل ما الذى يدفع أب أو أم لقتل فلذة كبده دون رحمة وقد يسبق القتل جريمة أخرى وهى التفنن في التعذيب الجسدي ، وهناك أيضاً المشوهون الذين لا يرون في أبنائهم نعمه من الله ، فيتخلون عنهم سواء بتطليق الأم وعدم تحمل مسؤوليتهم غير مباليين بمستقبل أبنائهم الذين أتو بهم للدنيا إجبارا ،ً ويحرمونهم من رعايتهم وتربيتهم وأبسط حق لهم النفقة عليهم ، ويحاولون أن يبرروا جرمهم في حق أبنائهم بحجج واهيه ، هناك أيضاً نوع من الآباء المشوهين المحبين للسيطرة على أبنائهم متناسين أن لأبنائهم أحلام وآمال ، ولكن للأسف لا يعي آبائهم هذا ويريدون فقط أن يحقق أبنائهم رغباتهم هم ، وبعضاً من هؤلاء الآباء كان يطمح فى صغره من تحقيق تلك الرغبة ولم يستطع وظل ينتظر أبنه حتى يحققها لأنه لم يكن سعيد بعدم تحقيق رغبته ، وصار يجبر أبنه أن يحققها وهنا يصبح التشوه وراثي .
وهناك المشوهين الذين تفننوا في التفرقة بين أبنائهم متناسين كلام الله عز وجل بخطورة هذا على الأبناء ، وزينوا لأنفسهم أسباب التفرقة بين الأبناء وغواهم الشيطان وأقنعهم بضلالهم فهؤلاء قد وضعوا بذرة الكراهية بين أبنائهم بدلاً من الحب ، وتغافلوا عن حساب الله ، وقد ينتج عن سوء المعاملة والتقصير والاهمال وشاهدنا فى الفترة الماضية تعدد حالات انتحار لشباب صغير من الجنسين، من بينها حالات هربت بالإنتحار من واقع أليماَ معلناه رفضها للحياة ، وكم من حوادث يومية تقع سواء من أب أو أم تخلوا عن أبنائهم فصار ملجئهم الشارع والإنحراف طريقهم ، قرار الزواج هذا لا يخص زوج وزوجة فقط لانه سوف يتحمل نتيجته أبنائهم ويجب أن يدرك الطرفين هذا ، يجب أن يحسن الطرفين الإختيار فمن حق الأبناء أن يكون لهم أب سوى لا يعانى من عدم تحمل المسؤلية ويقوم بدوره كأب ، وأن يختار لهم الأم الصالحة التي تنشأ بيت صالح وأبناء صالحين تهتم بهم وبتربيتهم وتعليمهم الفضيلة وحسن الخلق من حقهم المعيشة فى بيتاَ جدارنه صلبة لا تنهار فوق رؤوسهم عند حدوث خلاف ما بين الأب والأم
ً أبناءنا نعمة الله التي يجب المحافظة عليها ، والحفاظ على تنشئتها فى ظل العطف والحنان فهم يحتاجون حكمة الأباء لتكون لهم البوصلة نحو الطريق الصحيح وأعطائهم الحق فى الإختيار ومناقشتهم ، من الضرورى إنتباه الآباء لأفعالهم لأنهم قدوة لأبنائهم ، حبوا أولادكم وحبوا بيوتكم وأجعلوها عامرة بالحب والحنان ، وأبتعدوا عن الصور الزائفة التي ملئت كثيراً من البيوت لتصدر للآخرين وهم الحب والحنان وهى في الواقع بيوت خربة منهارة