هذا البيت سينهار
بقلم/ نجلاء الراوي عبدالكريم
الزواج فى مفهومه المختصر هو بناء أسرة فى ظل المحبة والرحمة والمودة ، وأتحدث فى موضوعى هذا للفتايات المقبلات على الزواج لأن وللأسف عند حدوث الطلاق لا يضر به الرجل كالمرأة ، لما تواجهه من مشاكل مجتمعية ونفسية وأعباء تربية الأبناء الى آخر ما نعرفه جميعاً ، وتضج به أروقة محاكم الأسرة ، نعود هنا للبداية منذ تقدم العريس لكى يجب أن تعى أن الزواج يجب أن يتمتع بقبول ، لكن القبول ما هو مفهوم القبول ، هل القبول فقط يقتصر عند تقدم الشخص للزواج هو الموافقة بنعم او لا دون الإلمام بكل تفاصيل تخص الطرف الآخر ، والتدقيق فيها والتمهل فى التفكير فى إعلان القبول أو الرفض ، القبول من وجهة نظرى أن يعرف كلا الطرفين حقيقة ظروف وشخصية الطرف الآخر كاملة دون تدخل من العاطفة ، فالتفكير العقلانى والإختيار بالعقل أفضل كثيراً من إختيار القلب فقط دون العقل ، وهنا لا اقصد ان يتم الزواج دون حب أبداً ، فالحب أساس أستمرار الحياة الزوجية ، ولكن من قمة الصواب أن تكون الموافقة بالعقل والرؤية السليمة ويجب أن لايقتصر الرفض فى البداية ، فمن الممكن بعد قبول الشخص وترحيب من الأسرة وإعلان الخطوبة تجد الفتاة أنه شخص غير مناسب ، فعليها إعلان الرفض قبل فوات الأوان ، وتتعقل الأمور من كل جوانبها لتتجنب الكثير ، كم تضج أروقة المحاكم بقضايا الأحوال الشخصية على إختلاف أحداثها ، ولكن مضمونها واحد وهو أن الحياة باتت مستحيلة ، علي الفتاة أن تعي عدة أمور أولها أن الزواج قرار ليس لحياتك انتى فقط ، ولكن لحياة أبناء ستنجبيهم بعد الزواج وهم غير مسؤلين عن خطأ إختياراتك ، فعندما تختارى ستختارى الزوج لكِ والأب الصالح لأبنائه ، وعليكى بإختيار الزوج الذى يتمتع بشخصية مستقلة ، الذى يحافظ على الحياة الزوجية ولا يسمح بأى من كان بالتدخل وإفتعال المشاكل بينكم ، بمعنى أنه يعتبر بيته من الأسرار الحربية التى لا يجب إطلاع أى شخص عليها وحتى والدته أو أشقائه ، يا عزيزتى فليس معنى البر والإحسان بالأم أو الأشقاء إطلاعهم وتدخلهم فى حياتكم ، الرجل صاحب الشخصية القوية المستقلة هو من يعرف كيف يكون بار محب محسن لوالديه وأشقائه ومحب أيضاً ومحسن لزوجته وأبنائه ، ويحافظ أن تبقى عائلته الكبيرة محبة لأسرته الصغيرة ، وعليكى يا عزيزى التريث والإستفادة من تجارب الآخرين ، فكم من عانين بعد الزواج لأنها وللأسف كانت ترى عيوب الزوج قبل الزواج وكانت توهم نفسها بأنه سيتغير ، والزواج وإنجاب الأبناء سيجعل عيوبه تتلاشى ، ولم تجد حولها من ينظر بعيداً وليس أسفل قدمه ويحاول نصحها ، وكم اخطأ أهالى فى هذا الجانب ، فكل عيب يظهر فى الخاطب تجد الفتاة من يقول لها سيتغير بعد الزواج ، فهم راغبون فى إسعاد إبنتهم من وجهة نظرهم والسعادة عندهم ليس لها معنى غير الزواج مهما كانت أبنتهم تحمل من مؤهلات وشهادات ، فهم يرون أنها مازالت لم تحقق أهم نجاح وهو الزواج ، ولكن كثيراً ما يحدث العكس تماماً وبعد الزواج تعود لهم وقد خرجت من بيت أهلها بمفردها ترجع لهم مطلقة ومعها عدد قل أو كثر من الأبناء ، ونجد هنا الأهل والفتاة يتحدثون على العيوب التى كانت واضحة وضوح الشمس من قبل الزواج وأنه كان الشخص الخطأ وكان لا يتمتع بشخصية وكانت والدته المتحدث الرسمى عنه فى تفاصيل الزواج وكان يجب الا يقبلوا به زوجاً ،، عزيزتى خذى من تجارب الآخرين العظة والدرس الذى قد يحميكى ويحمى ثمرتك من أطفال بعد الزواج . ولا تقبلى الزوج الخطأ وتوهمى نفسك أو تدعى أحد يقنعك أن هذه العيوب ستتغير بعد الزواج ، البيوت اذا بنيت على خطأ ستنهار عاجلاً أم آجلا ،ً أحمى نفسك يا عزيزتى من السكن فى هذا البيت ،،، لأن حتماً هذا البيت سينهار .