الهروب :
بقلم/محمد ماهر شمس
جميع الجهات نشطت فجأة وأدانت واستنكرت هروب الإخوة المسيحيين من سيناء جراء تهديدات بالقتل من الإرهاب الغاشم .. أين كنتم منذ أربعة وثلاثين عاما عندما تحررت سيناء بالكامل بعد حرب اكتوبر المجيدة التى ارتوت أرضها بدماء المصريين دون تفرقة ..وماذا فعلتم لتنمية المجتمع السيناوى الذي يشكو من التهميش والإهمال..ماذا قدمتم لدمج أبناء سيناء فى الوطن الأم ..الحقيقية أن الجهات المعنية لم تؤدى واجبها لتعميق الإنتماء والمواطنة لدى أهل سيناء وتغيير الفكر الضال الذي وجد الفرصة سانحة لينفث سمومه فى عقول شبابها ويدمر هويتهم ..ويستخدمهم وقودا للصراع الذي ترعاه قوى الشر فى الداخل والخارج..سيناء أصبحت صفحة مؤلمة فى حياة المصريين ترتوي أرضها كل يوم بدماء الشهداء من الجيش والشرطة والأبرياء من المواطنين ..
حتى فى ظل السلام المزعوم لم تلتفت الدولة إلى أهمية تنمية وتعمير هذه المنطقه الحيوية والجزء الغالي من جسد الوطن..تم إنشاء الهيئة العليا لتنمية وتعمير سيناء وتضم كافة الجهات المختصة بغرض تنميتها زراعيا وصناعيا وسياحيا إلا أن هذه الهيئة لم تحقق شيئا على أرض الواقع طوال هذه السنوات سوى اجتماعات هنا وهناك..اين دور وزارة الإستثمار فى تشجيع الاستثمار على هذه البقعة ذات الموقع الفريد والموارد الطبيعية الهائلة .. لم تفعل شيئا … أين المؤسسة التعليمية والدينية من الارتقاء بالفكر والثقافة .. لاشئ أيضا ..والآن وبعد هذا التقصير فى معالجة هذا الملف القومي هل سيكون هروب المواطنين المسيحيين بمثابة ناقوس خطر يدعونا إلى تدارك الأمر قبل أن تزيد حجم المأساة..أليس تنمية سيناء وبذل الجهد في سبيل دمج أهلها وتغيير الفكر والثقافة السائدة أليس أولى بالاهتمام أم سنظل دائما نبكي على اللبن المسكوب ؟!