بقلم ” فتيحة بن كتيلة ” باحث في علم النفس
إن الحديث عن إشكالية الطفولة والطفل لطالما شغلت ولازالت تشغل الكثير من المفكرين والباحثين إذ تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل نمو الفرد ونظراً لأهمية هذه المرحلة وما يترتب عنها من آثار تربوية تحدد المعالم الأساسية للشخصية الإنسانية نحن اليوم نقدم لحضراتكم من خلال مجلة سحر الحياة سلسلة من المقالات تتناول جميعها مشكلات الطفولة وتحاول أن تقدم الحلول الممكنه فتابعونا .
إن تاريخ مفهوم الطفولة مر بعدة محطات تاريخية والتي نذكرها باختصار .
1-مفهوم الطفولة في العهد القديم :
يرى المؤرخ PH Aries)) (1960) أن مفهوم الطفولة في سياقه الحالي حديث النشأة نسبيا ،وقد اعتبر الطفل عند الشعوب البدائية ،هبة من الطبيعة وضمانا للاستمرارية وعادة ما كان يعطي اسم الجد للابن الأكبر وهذا ماكان يعرف بالابن الأكبر ولم يكن الطفل في تلك الفترة يستدعي الاهتمام به ورعايته وتعليمه وكل ما من شأنهأن يحفظ عادات وتقاليد القبيلة .
2- مفهوم الطفل في المسيحية :
ومع ظهور المسيحية عرف مفهوم الطفل تغييرا كبيرا على غرار التغيير الذي أحدثته هذه الديانة الجديدة في حياة الناس .
حيث اعتبرت المسيحية الطفل فردا متميزا وملكا للرب ولا يمثل الآباء إلا وكلاء على الأطفال يربونهم وينقلون لهم تعاليم الدين وعلى الأبناء طاعة أوليائهم واحترامهم والامتثال لنصائحهم ، وقد جاء في الكتاب المقدس : يابني احفظ وصايا أبيك ولا تترك شريعة أمك اربطها دائما بقلبك قلد بها عنقك ( الأمثال 22/6) اسمع لابيك الذي ولدك ولا تحتقر أمك إذا شاخت ( المزامير 23/24) .
3- مفهوم الطفولة في الإسلام : لقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بعالم الطفولة ولم يتركوهذه الخصائص شأنا من شؤونه إلا وتطرق إليه من مرحلة الحمل إلى الرضاعة والفطام فمرحلة الصبا إلى مرحلة الفتوة كلها مراحل حدد الإسلام خصائص الطفل فيها وحث على معاملة تتماشى وعمر الطفولة في الاسلام مرتبط بمنهج الحياة إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف 46 وقد اربط ميلاد الطفل في العديد من الآيات القرآنية بالبشارة والفرحة .
ترقبوا المقال القادم أقسام مراحل الطفولة وأهميتها