عام
بائع البلالين.
بائع البلالين.
بريد القراء أعداد: هويدا صابر
وسط الزحمه أللي عايشين فيها وأن في أخلاقيات كتير أختفت من حوالينا ، بنصادف أحيانا مواقف في حياتنا بتخلينا نقف ونسرح ونقول لنفسنا كلام كتير ، أهم مافي الكلام دا أن الدنيا لسه بخير وأن القناعه كنز لايفني ، وأن الرضا فعلا مفتاح السعادة ، ودا لما نقابل ناس محتاجه للجنيه لكن عينها مليانه و مبتستكترش علي غيرها نعمة ربنا ، يااااه الناس دي رغم بساطتها وأنها مش فلان الفلاني أبن فلان دي ناس عاديه جدا ورزقها اليوم بيومه وطول مافيهم صحه هيشتغلوا ومش هيسرقوا ولا يمدوا أيدهم لحد الناس دي لازم تكون تاج علي راسنا.
قصة الأستاذه م ص:
أنا حصل معايه موقفين شبه بعض في كل شئ وفي طرقة الرد عليه ، الأول كنت بتمشي أنا وأختي في سط البلد وكان في بائع بلالين أشتريت منه بالونه بجنيه لأبن أخويه كان معانا عمره سنتين ، فالبلونه فرقعت بعد ماخدتها بدقيقه فناديت عليه ولحقته بسرعه عشان أشتري منه بالونه تانيه ، بعد ما أخدت البالونه وبأديله الجنيه ، رفض ياخد تمنها وقال أن الطفل مالوش ذنب أنها فرقعت منه ، فأصريت بعد محايله عليه فقالي طب اديني نصف تمنها عشان اكون راضي ، وبعدها فكرت أنا وأختي علي طول أننا نكفأه باي مبلغ علي قناعته ، نادينا عليه نديله الفلوس أتصدم لماشافها ورفض ، قولناله هديه لأولادك فرحهم وأنت داخل عليهم النهارده ، وبعد ما أخد الفلوس مننا فضل ماشي ورانا يسألنا طيب أنتوا معاكوا فلوس لا تكونوا مش عاملين حسابكم طيب هتروحوا أزاي ، عشان خاطري طمنوني عليكم ، نزلنا نفس المكان دا أكتر من مره ندور عليه أبدا أختفي رغم أنه قال أن دا مكانه ورفض يدينا رقم موبايله عشان نبعتله فلوس وقالنا العمل عباده ، وكأن ربنا بيورينا أن الدنيا فيها خير.
والموقف التاني وأنا في الشغل بعت عامل النظافه يجيبلي أكل وأديته الفلوس ولما جابلي الحاجه سيبتله الباقي رفض مع أنه مش كتير وقالي طيب أخد نصهم يا أستاذه لا تكوني مش عامله حسابك المعقول حلو بردوا.
أختي الكريمة: عشان منفقدش الثقه في كل الناس أللي حوالينا في وسط زحمة سوء الأخلاق وأنحدارها أللي بنعيش فيه للأسف ، ربنا لازم يبعتلنا رسايل من وقت لتاني نتعلم منها ولما نحكيها لغيرنا يمكن تغير فيه شئ فيه خصوصا لو غيرنا دا جاتله لحظة ضعف أو زهق من الحياه وعدم رضا ، والحياه مليانه دروس كتيرة وعبر بس المهم لما تعدي علينا متعديش مرور الكرام ، لا دي لازم تأثر فينا وتعرفنا أن السعادة مش بالمال الكتير أللي بسببه في ناس باعت ضميرها وأخلاقها ، السعادة في القناعة والرضا ، والنماذج أللي قابلتيها دي بتتمتع بعفة النفس ودول استحاله مهما جه الزمن عليهم يمدوا أيدهم لحد أو يسرقوا ، وياريت لو كل واحد فينا قابل النموذج دا يمسك فيه بأيده مش يكتفي بمساعدته مره وأنتهي الأمر لا ، لأن الناس دي كنز بضميرها وأخلاقها ، يعني لو نعرف نشغلهم أو نعرف حد محتاج لشخص أمين للعمل معاه نشاور عليهم ونقول هما دول أصلح ناس ، أصل مين هيكون أمين علينا غير ناس بالأخلاق دي ، سبحان الله فعلا الرضا مش محتاج لكنوز قارون عشان يدخل قلوبنا ونقول الحمدلله ، لا الرضا أخلاق وضمير صاحي بيراعي ربنا في كل شئ وقناعه بكل المقسوم مهما كان قليل جدا وهيتقال الحمدلله برضا كامل ومن القلب كمان ، اللهم أرزقنا الرضا والأخلاق وأصلح أحوالنا جميعا.