بقلم / تيسير على
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
كرم الله تعالى المرأة من فوق سبع سموات وجاء نبى الرحمة ليعززها ويسمو بمكانتها بالفعل والقول وذلك لنقتدى به عليه أفضل الصلاة والسلام لا لنناقض كل مايقول ويفعل ويأتى من يهينها ويقلل من شأنها بل وربما يسبها ويضربها أيضاً وتصبح المرأة عصر بعد عصر تحصد إرث الظلم والعنف ضدها .تقاوم حقاً قدر ما تستطيع ولكن … دون جدوى فمجتمعاتنا العربية لا تعترف أحياناً أن المرأة قد تكون كائناً حياً يحس .
يضرب أغلب الرجال بكل القيم والمبادىء والأعراف عرض الحائط ويتعمد أن يهين زوجته أو أبنته أو حتى والدته أحيانا لمجرد كونها أمرأه ضعيفه لا تملك حق الرد ولا تستطيع أن تواجه .. امتلات محاكم الأسره بقضايا العنف الأسرى وامتلات المصحات النفسية بضحايا العنف سواء كانت الضحية أمرأه أو ربما طفل من أسرة مفككه مارست عليه ضغوط العنف وجنى الطفل البرىء آثارها .
وتحت بنود كثيرة ترعاها منظمات حقوق الإنسان الدولية كالبند الذى ينص على أنه «لا يجب أن يتعرض أي إنسان للتعذيب، ولا للعقوبات، أو المعاملات القاسية والمتوحشة، وكل أشكال الإهانة والتعريض بكرامة الإنسان».
وعلى الرغم من كل البنود والتوصيات الصادره عن المنظمات الحقوقية التي تصرِّح بأن بعض العقوبات البدنية تدخل ضمن نطاق التعذيب البدني والنفسي، إلا أن الوصول الى اتفاق عام حول منع جميع أشكال العقوبات البدنية لم تحظ بالقبول لدى الكثير من المنظمات إلا ضمن نطاق ضيق، حيث اعتبرت العقوبات البدنية الشديدة في حق الطفل ممنوعة مطلقاً، في الوقت الذي تعارض المنظمة الدولية لحقوق الإنسان العقاب البدني، وخاصة الشديد والعنيف منه، وترى أنه منافٍ لكرامة الإنسان.
ومن جهة أخرى فقد أخذت مسألة الدفاع عن حقوق المرأة مسعى آخر قد يبعد أحيانا عن الهدف الحقيقى أو الهدف الأسمى ، حيث أصبحت تناقش ضمن المطالبة بتحقيق شعار المساواة بين المرأة والرجل. وتسعى المنظمات التي تقف وراء هذا الاتجاه إلى تركيز ثقافة المساواة، وتعمل جاهدة إلى أن تصبح واحدة من الأصول التي تحكم العلاقات الإنسانية.
ورغم كل هذا إلا أننا نجد اتجاه أخر مختلف تماماً من قبل بعض مؤسسات المجتمع المدني التى أصبحت في مواجهة مع بعض التشريعات الإسلامية ودخلت معها فى صراع لا داعى له على الاطلاق قد اراه ايضاً لا يخدم قضية المرأه على الاطلاق فالتفسيرات الواهيه لآيات القرآن لا تخدم قضية العنف ضد المرأه وذلك كأن تأتى لتناقش ظاهر الآية 34 من سورة النساء:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}.
فترى بعض مؤسسات المجتمع المدني أن المرحلتين الأولى والثانية، الوعظ ثم الهجران، تتوافق وروح العصر، ولا يسجل عليها أي إشكال. أما المرحلة الثالثة، أي الضرب، فإنه يعتبر في نظرهم تصريحاً بممارسة العنف ضد المرأة، الذي نصت منظمات حقوق الإنسان على ممنوعيته. كما أنها ترى فيه سلوكاً رجعياً لا يتناسب وأنماط العلاقات الإنسانية في المجتمع المدني المتحضِّر.أما ما تراه غالبية النساء أن أقصى ما تحلم به حقاً أن يمنحها الرجل أول فرصتين كأن يعظها قبل أن يضربها أو حتى يهجرها فى الفراش قبل أن يفكر فى الضرب ولكن غالبية الرجال ممن يستخدمون العنف ضد المرأه لا يفكرون على الاطلاق .
لقد قال تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم: 21
فياليت قومى يعقلون .