كتبت / تيسير علي
البطالة سهم مسنون يتوجه مباشرة لقلب المجتمع .. وهو كفيل أن يصيبه باصابات بالغه قد يصعب شفاؤها.
وحين تذكر البطالة يذكر الرجل .. فنبحث وراء أسباب بطالته وأسباب لعلاجها .
وحين نذكر الأسباب نري من قد يزج أحياناً بالمرأه كسبب للبطالة .. فى حين لم نري مثلاً من يتناول بعين الحياد والعقل أسباب نزول المرأه للعمل كما أننا لم نري من يتحدث عن بطالة المرأه .. نعم بطالة المرأه .. لماذا تناسيتم أن هناك شريحة كبيرة فى المجتمع تسمى المرأه العاملة وكأنها ليست جزءً أصيل في جميع المجتمعات لاسيما المتقدمة منها . المرأه تعمل وتجتهد وتكافح وتنجح وتقابل كذلك اخفاقات وسقطات وعقبات ومحن … يا ساده شئتم أم أبيتم نحن هنا .
تعاني المرأه دون ان يلاحظ علماء الإحصاء والإفتاء من تراجع قوي في ساحات العمل العام وتواجه مشكلات لا حصر لها .. و لو هناك إنصاف لكانت المرأه إيقونة العمل في كل مجتمع ناجح .. إن المرأه العاملة تتحمل أضعاف أعباء الرجل .. فهي في بيتها أم وهو في بيته أب .. هي تعود من عملها تحتاج للراحة مثلها مثل الرجل لكنها لا ترتاح بل تنهي رحلة العمل لتبدأ رحلة أخري أكثر شقاء .. متطلبات بيتها واطفالها ولاسيما زوجها
المرأه العاملة تنسي في خضم الضغوط المعني الحقيقي لأشياء كثيرة” الراحة ,الترفيه ,الاصدقاء “… اما عن اهم مايؤرق المرأه العاملة فهو مستقبل أطفالها .. فهي تتحمل اعبائهم كاملة وحدها كالعادة الا من رحم ربي .. وتشعر دائماً وأبداً بشعور بالذنب تجاه أطفالها يجعلها تفني روحها في سبيل ان لايشعر الطفل بتقصير من أمه العامله .
المرأه العامله قصة كفاح لا تنتهي وإن تطرقنا لأمثلة حيه لمعاناة المرأه فلن تكفي السطور..لا احد يفكر في أهمية العمل للمرأه .. لا أحد ايضاً يلاحظ أن هناك نسب عاليه في بطالة المرأه .. بالارقام أصبح هناك مصطلح جديد أسمه المرأه العاطلة .. ضغوط الحياه ونظرة المجتمع وبطالة الرجل يؤثرون على عمل المرأه بشكل كبير لاسيما علي تعليمها ايضاً وعلى نوعية العمل الذى تعمله فاليوم المرأه تقبل بأعمال شاقة وصعبه لا لتنافس الرجال فى قوة التحمل فقط بل لأنها تجرى على لقمة العيش مثلها مثله وتحلم بمستقبل أطفالها ربما أكثر من الرجل .
أما عن التعليم فحدث ولا حرج فإن بعض المجتمعات في الريف تري ان تعليم المرأه لا جدوي منه فان كان الرجال يحصلون علي الشهادات وعاطلون فما بالك بالفتاه اذن لا جدوي من تعليمها ..ناهيك عن ما تتعرض له من مخاطر ومضايقات .
المرأه فى مشوار كفاحها لا تتهاون ولا تكل تجد البدائل وتنحت الصخر وتنجح .. حتى فى مجال العمل عبر الانترنت وجدته بديل مناسب لخروجها وصراعاتها اليومية فاحترفته لعلها تتفادى ما قد تتعرض له من مضايقات.
المرأه اليوم تصارع في الحياه والعمل اكثر من الرجل وقليل منهن من تعمل رفاهيه او لمجرد اثبات الذات . المرأه تعمل مثل الرجل من اجل بيت ومستقبل وتعاني وتتفاني وفرص حصولها علي الراحه اقل كثيرا من الرجل فمشهد الاستلقاء علي الاريكة لمشاهدة المباراة او النوم حتي انتهاء الطعام او الجلوس علي المقهي مع الاصدقاء هي رفاهية لا تعرفها المرأه العاملة .
بطالة المرأه خطر لايقل عن بطالة الرجل كثيراً وقريباً سيواجه المجتمع مصطلح جديد بائس وهوالمرأه العاطلة وحينها فقط سيدرك أنه أخطأ فى حق المرأه فى الوقت الذى كان يجب عليه أن يكرمها ويعطيها حقوقها كاملة .