بقلم فتيحة بن كتيلة
وللأم دورا بارزا في هذه المرحلة فهي من يساعد الطفل على الانطلاق إلى المراحل التالية دون صعوبات قد تعوق نموه ، وأساس العلاقة في هذه المرحلة هو العطف والوعي والحب ، فيجب عليها تلبية حاجياته وإشباعها وتحرص على التفاعل معه وملاعبته ومعانقته والتحدث معه ، ومشاركته في الألعاب وتشجيعه على اكتشاف البيئة من حوله ويبقى عليها معرفة طبيعة هذه المرحلة حتى ينمو طفلها بشكل سليم
والطفل في هذه المرحلة ( المهد) لا يحتاج إلا إلى الراحة والبعد عن الألم وحاجته إلى التعلق والحب والدفء العاطفي والثبات في المعاملة والاستقرار والتنشيط والاستثارة ، بالإضافة إلى حاجاته البيولوجية كالغذاء والنظافة .
وأهم مشكلات هذه المرحلة ظهور الأسنان وما يصاحبه من ألم وتتوتر انفعالي واضطراب النوم والأكل فعلى الأم الوعي بأهم تغيرات هذه المشكلة ومساعدت الوليد لتجاوز هذه المرحلة بأقل ألم .
كذلك مشكلة الفطام والتي ينبغي أن تكون بصورة تدريجية حتى لا يصاب الطفل بصدمة الفطام قد تؤثر بحياته مستقبلا، إذ ينبغي أن نعود الطفل على الأكل قبل الفطام ونتدرج في ذلك فمثلا في الشهر الرابع من عمر الطفل يتم تقديم اللبن المطبوخ أو الزبادي مكان إحدى الرضعات وفي الشهر الخامس نقدم الحساء (شوربة الخضروات) مكان رضعة اخرى وهكذا نقلل عدد الرضعات ونستبدلها بالاكل بالتدريج ، حتى إذا جاء الشهر التاسع تكون فترات الاكلات زادت فقط في المساء وعدد الرضعات أقل حتى نصل بالطفل إلى رضعة في الصباح ورضعة في المساء ،ثم نصل به إلى رضعة واحدة .
وتتطلب هذه المرحلة من الأم التدرُّج والصبر والحلم، وأن تضع في اعتبارها أن عملية الفطام قد يصاحبها اضطراب انفعالي، وهذا يتطلب منها أن تتعود الهدوء والاتزان خلال هذه العملية .
2- المرحلة الثانية من سنتين إلى ستة سنوات
وتسمى هذه المرحلة بالطفولة المبكرة وهي مرحلة ماقبل المدرسة تمتد من سنتين إلى ستة سنوات ،وهي زاخرة بتغيرات فيزيولوجية وبيولوجية وحركية واجتماعية ونفسية .
ويظهر فيها الاتزان الفيزيولوجي والتحكم في الإخراج ، زيادة الميل إلى الحركة ، نموا سريعا في اللغة اكتساب مهارات جديدة ، تكوين مفاهيم اجتماعية .
يتصف الطفل في هذه المرحلة بارتفاع الأنا وبقدرته على التفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر وبداية تنمية الذات .
أهم الملاحظات على هذه المرحلة:
1. في هذه المرحلة تظهر سمات طبيعة شخصية الطفل ، مثلا الطفل القيادي والطفل الانطوائي والطفل المسيطر … وهي ملامح تظهر على سلوكيات الطفل دون تدخل منا، وبالتالي فإذا رغبنا في تغيير بعض الجوانب الشخصية للطفل فعلينا البدء من هذه المرحلة بتغييرها وذلك بخلق جو مناسبب للسلوك المرغوب ومتابعته .
فمثلا إن أردنا تغيير في شخصية الطفل الانطوائية التي بدأت في البزوغ أن نخلق له جو يساعده عل الاندماج مع الأصداء والعائلة وتشجيعه على التفاعل الاجتماعي
وتفعيل ثقته بنفسه من خلال المدح والتشجيع وتعرضه للمواقف تشجع على نمو التواصل الاجتماعي والتفاعل .
2. تبدأ الفروق بين الجنسين في الاهتمامات خلال هذه المرحلة بفعل العوامل الثقافية، فيبدأ الطفل الذكي بالاهتمام بالألعاب والمجالات الذكورية والطفلة الأنثى كذلك، وذلك تبعا للشائع في الثقافة التي يتربى فيها الطفل.فمثلا إذا لحظنا الذكور لهم اهتمام انثوي او العكس لابد أن نبدأ في التدخل والشرح برفق وتغيير السلوك غير المرغوب .
3. يمكننا في هذه المرحلة إكساب الطفل معظم العادات والسلوكيات التي نرغب فيها من خلال اللعب والقصص والنموذج السلوكي إلى التعلم بالقدوة.