من روائع شارع الصليبة
كتب / خطاب معوض خطاب
بيـت الكريتليـة الشهير باسم متحـف جاير أندرسون …
فى شارع الصليبة الواصل بين جامع أحمد بن طولون بالسيدة زينب و ميدان صلاح الدين بالقلعة يوجد العديد من الآثار الهامة التى توثق لمرحلة من أهم مراحل التاريخ المصرى مثل مدرسة و خانقاه الأمير شيخو (شيخون) العمرى ، جامع تغرى بردى ، بقايا قصر السلطان الغورى ، سبيل أم عباس ، مدرسة الأمير صرغتمش الناصرى ، جامع أحمد بن طولون الذى يجاوره بيت الكريتلية الشهير باسم متحف (جاير أندرسون)
هذا المتحف عبارة عن بيتين يتصلان من أعلى بقنطرة أو ممر و يعرف حاليا باسم متحف (بيت الكريتلية) أو (بيت الكريدلية) أو متحف (جاير أندرسون) و تكمن أهمية هذا المتحف من حيث كونه نموذجا حيا لما كانت عليه البيوت فى العصر العثمانى ، هذا البيت بناه الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار أحد أعيان القاهرة فى العصر العثمانى سنة 1631م (1041هجرية) ، و قد تعاقبت الأسر الثرية للسكن في هذا البيت حتى سكنته إحدى السيدات التى يعود أصلها إلى جزيرة كريت باليونان فعرف منذ ذلك الوقت باسم (بيت الكريتلية) .
من بين من سكنوا هذا البيت ضابط (رائد) طبيب إنجليزى اسمه (جاير أندرسون) كان مهتما بالآثار المصرية من كل العصور و خصوصا العصر الإسلامى ، و خلال إقامته فى البيت استطاع تجميع مجموعة متنوعة من الأثاث و القطع الثمينة من الفنون و الحرف الشرقية المصرية الأصيلة ، منها 1100 قطعة تقريبا من الزجاج المختوم بالكتابات العربية ، و بعد رحيله من مصر بسبب مرضه أوصى بتحويل البيت إلى متحف ، و فى عام 1943م تم تسجيل مجموعة جاير أندرسون فى المتحف ، ثم قامت وزارة الإرشاد العامة بتحويم البيت و محتوياته إلى متحف باسم (جاير أندرسون) .
يقع بيت الكريتلية فى الجهة الشرقية لجامع أحمد بن طولون مواجها لبيت (آمنة بنت سالم) و التى يظن أنها من أسرة صاحب البيت الأول ، و أطلق اسمها على البيت لأنها آخر من امتلكه ، أما من أنشأه فهو (المعلم عبد القادر الحداد) سنة 947هجرية / 1540م ، بين البيتين دهليز يؤدى إلى الباب الشرقى لجامع ابن طولون يعرف بحارة أو (عطفة الجامع) ، يقع فوق هذا الدهليز ممر متصل بالبيتين و محمول على عقد ، و يتكون البيت من طابقين يحويان غرفا بها آثار فارسية و تركية و دمشقية كل منها فى غرفة منفصلة ، و هذا البيت يتميز بوجود سبيل للماء داخله و هو ما يندر وجوده فى عمارة البيوت ، أما سقف حجرة السبيل فهو مصنوع من عوارض خشبية مزخرفة بأشكال هندسية لا تزال محتفظة بألوانها الزاهية البديعة ، بالإضافة إلى لوحات لزهور و أشخاص رسمها (جاير أندرسون) نفسه ، و بالمتحف مجموعة كبيرة من الأوانى الزجاجية و الخزفية النادرة و الثمينة القيمة و بعض التحف و الإثار التى جمعها (جاير أندرسون) .
و قد جذب جمال هذا البيت (المتحف) أنظار الكثير من صناع السينما فى مصر و العالم ليتخذوا منه مكانا لتصوير مشاهد من أفلامهم مثل فيلم جيمس بوند (الجاسوس الذى أحبنى) و الفيلم المصرى المعروف (شهد الملكة) ، و من المعروف أنه تم ترميم المتحف من فترة و أصبح مفتوحا للزيارة طوال الأسبوع مقابل تذكرة قيمتها بسيطة و يكفى متعة مشاهدة آثار تجعلنا نعيش الزمن الذى بنى فيه هذا البيت الأثرى الجميل .
المصادر :
كتاب الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية و القبطية فى القاهرة (د.أبو الحمد محمود فرغلى) .
مجلة النصر العدد 909 الصادر مارس 2015م .