كتب / خطاب معوض خطاب
الفنانة زينات صدقى …
أضحكت الجميع و عاشت مأساتها وحدها …
صاحبة مدرسة فنية لم تقلد أحدا و لم يستطع تقليدها أحد فهى ذات كاريزما جبارة و موهبة فطرية أبدعت ما لم يبدعه الدارسون فى أكبر معاهد التمثيل ، رغم جمالها الواضح و عيونها الملونة إلا أنها اشتهرت بدور العانس التى فاتها قطار الزواج و تتلهف على ابن الحلال الذى يطرق بابها بل تطارد العرسان ليقعوا فيها و يتزوجوها .
فى فيلم شارع الحب إبتكرت كتابة كلمة الوسادة الخالية على المخدة و وضع صورة حسب الله السادس عشر الواقعة فى غرامه بجوارها و ظلت تطارده طوال الفيلم حتى وافق على الزواج منها ، و من المعروف أن شخصية العانس إبتكرها خصيصا من أجلها الكاتب بديع خيرى بالإتفاق مع نجيب الريحانى .
ولدت زينب محمد سعد الشهيرة باسم زينات صدقى فى 4 مايو 1913م بالأسكندرية ، درست فى معهد أنصار التمثيل و الخيالة الذى أسسه الفنان زكى طليمات بالأسكندرية ،
سافرت لبنان بصحبة والدتها و كان معها زميلتها الفنانة خيرية صدقى و هناك عملت مطربة مع خيرية و غيرت اسمها من زينب محمد إلى زينب صدقى ، و لكنها عادت لمصر بعد أن ضربتها المطربة فتحية أحمد لأنها كانت تغنى الأغانى الخاصة بها دون إذنها .
عملت بمصر مع بديعة مصابنى ثم مع نجيب الريحانى الذى نصحها بتغيير اسمها إلى زينات لتشابه اسمها مع الفنانة الكبيرة زينب صدقى ، عملت مع فرقة أمين عطاالله ، إسماعيل ياسين ، ساعة لقلبك ، الفنانين المتحدين ، إشتهرت بعدم الإعتماد على حفظ السيناريوهات ، بل كانت تخرج دائما على النص و تضيف لمستها على الحوار و يبدو هذا ملحوظا فى معظم أدوارها ، كونت ثنائيات مشهورة مع إسماعيل ياسين مرة و مع النابلسى مرة و مع القصرى مرة ، و أحيانا ثلاثيات مع إسماعيل ياسين و النابلسى و أخرى مع إسماعيل ياسين و القصرى .
شاركت فى المسلسل التليفزيونى عادات و تقاليد ، لكن عشقها كان للسينما و المسرح ، كانت تؤدى دورها و سمعت بموت أمها فبكت كثيرا لكنها أصرت على تقديم دورها و أضحكت الناس و بعد المسرحية انهارت فى الكواليس و أصر إسماعيل ياسين على أن تخرج للجمهور و حكى لهم ما حدث لأمها فصفقوا لها كثيرا .
تزوجت ثلاث مرات : الأولى من أحد أقاربها و سنها 15 سنة و لم يستمر زواجهما أكثر من سنة ، و تزوجت من الملحن إبراهيم فوزى الشهير بنابليون عنبر العقلاء و أيضا لم يستمر الزواج طويلا ، و تزوجت من أحد الضباط الأحرار زواجا سريا لكن لم يدم الزواج كثيرا لأنه أراد أن يجبرها على الإعتزال .
تم تكريمها من الرئيسين عبدالناصر و السادات و قيل إنها إستعارت ملابسها التى قابلت بها الرئيس السادات حين كرمها فى عيد الفن لأنها لا تملك ثمن شراء ثوب جديد ، و إنصرف عنها المنتجون أواخر حياتها و قلت الأعمال المعروضة عليها فساءت أحوالها المادية كثيرا ، ماتت يوم 2 مارس 1978م عن عمر يناهز 65 عاما …
المصادر :
جريدة الراى الكويتية العدد 13393 .
جريدة الشرق الأوسط العدد 9865 .
جريدة المصرى اليوم العدد 4279 .
مجلة الدوحة القطرية العدد 100 .
جريدة المساء العدد 21431 .