عاممقالات

الأثر رقم واحد ” جامع الظاهر بيبرس “










كتب . عمر الرزاز 


في مصر مئات المباني و المواقع المسجلة كآثار إسلامية ، لكننا هنا أمام الأثر رقم واحد ، إنه جامع الظاهر بيبرس ، صاحبه هو الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس بن عبدالله البندقداري  الصالحي النجمي الأيوبي سلطان مصر و الشام و الحجاز ،ولد بيبرس في جنوب روسيا و قضى طفولته هناك و كلمة بيبرس تعني بالتركية أمير فهد ، 





و انتهى بيبرس من بناء جامعه العملاق عام 1268 م و يقال أنه استخدم في بناء جامعه رخاما وأخشابا أحضرها من قلعة يافا بعد أن دمر هذه المدينة هي وأنطاكيا سنة 12677م ، 


و جاء الجامع مشابها لجامع أحمد بن طولون على شكل مربع طول ضلعه حوالي 1000 متر ، و ظلت الشعائر تقام فيه حتى أوائل القرن السادس عشر الميلادي بسبب اتساع رقعته و عجز الدولة عن الصرف عليه ، فساءت حالته و حوله العثمانيون إلى مخزن للمهمات الحربية ،


وفي عهد الحملة الفرنسية تحول إلى قلعة و ثكنات للجنود وعرف بإسم قلعة سيكوفسكي ، و في عصر محمد علي تحول إلى معسكر و مخبز ثم مصنعا للصابون ،و في عام 1812 م نقلت بعض اعمدته الرخامية و بعض أحجاره لبناء رواق الشراقوة بالجامع الأزهر ،







و في عام 1882 م استخدمه جيش الاحتلال البريطاني كمخبزا و مذبح حتى عرف بإسم (مذبح الإنجليز) حتى توقف الذبح عام 1915 م ، و في عام 1918 م تم تسليمه إلى لجنة حفظ الآثار العربية التي قامت بإصلاح بعض أجزائه أما باقي الجامع فقد حولته مصلحة التنظيم إلى منتزه عام ، و في عام 1970 م بدأت مصلحة الآثار في محاولة ترميم الجامع و إعادته إلى حالته الأولى 




و بعد هذه الرحلة الطويلة من الإهمال الشديد يبقى الجامع الواقع في حي الظاهر في حالة يرثى لها على الرغم من أهميته و تاريخه العريق ، و يبدو أن الرقم واحد الذي حصل عليه في ترتيب الآثار لم يشفع له ليجعله رقم واحد في الاهتمام و الرعاية .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock