شعر : نبيل أحمد القيسي
بعد مِئة يومٍ على رحيلُكِ
يا أُمي
ها قد جاء عيدكِ ،
فلِمن أهدي يا أُمِّي
قصائدي و كلماتي ؟
لِمن أهدي يا أُمِّي
دفاتر أشعاري ورحيق أزهاري ؟
لِمن أهدي له . . إشتياقي
ونبرات صوتي وأشجاني ؟
ها أنا يا أُمِّي قد شِختُ قبل أواني
وأصبحتُ كأيّ شيءٍ في بيتي
كمِنضدةٍ ، ومِزهريةٍ بلا أزهارِ
وكزجاجةِ عطرٍ فارغة إلاّ . .
من بعض . . أريجٍ لأنفاسكِ
ها أنا يا أُمِّي
أصبحت كقصاصة وَرَقٍ
تلهو بها الريح
في يُمنةٍ وشِمالِ ،
أصبحت كورق الشجر
في فصل خريفٍ
ملقىً على الأرضِ
لا حياة له ولا مقامِ
لأول مرّةٍ أصبحت يا أُمِّي
بلا عنوانٍ ، وبلا ألوانِ
أصبح اليُتم يا أمِّي
على جبيني
يقرأه كل قاصٍ وداني
ليس لِعلمٍ قصدته
ولا لشهاداتٍ في كتابي
له قيمةً يا أُمِّي بعد رحيلكِ
وبُعدكِ عن فضائي
أأنتِ بخيرٍ يا أُمِّي ؟
هل وصلتكِ دعواتي ؟
وتضرُّعاتي في كل فجرٍ؟
وهل قابلتِ هناك حيث أنتِ
أبي ، وأخوالي وأجدادي ؟
كيف أنتِ يا أُمِّي
هل هاجكِ الشوق إلينا
كما هاجني ؟
هل شُفيتِ يا أُمِّي من آلامكِ
وعادت إليكِ . .
بسمةً على محياكِ ،
أنا واثق يا أُمّي
بأنّ الله ما اختاركِ إلاّ . . لأنّـــــــا
قد عجزنــــا عن عِلاجكِ
فلله في خلقهِ شؤون
ليريحكِ من آلامكِ وعذاباتكِ
يا أُمّي . .
سوف لن يطول انتظاركِ
فأنا حتماً قادم إليكِ
حين يشاء الله
بعد إنجاز طاعاتي ،
لن يطول إنتظاركِ يا أُمّي
فأنا في شوقٍ إليكِ
وجعبتي مليئةً بأخباري
سأخبركِ كم هو صعب على النبتةِ
أن تحيا بلا جذورٍ ولا أغصانِ
كم هو صعب على المرءِ أن يحيا
بِلا إسمٍ ولا عنوانِ
آهٍ . . أُعذريني يا أُمِّي
فقد غيّب الشوق عقلي
أن أسألكِ . . بماذا أهاديكِ
في عيدكِ ،
وعيد كل الأمهاتِ
أباقة زهرٍ على ضريحكِ
أم بعضاً من قِراءاتي
ودعواتي ؟
كم هو صعبٌ على المرءِ يا أمِّي
أن يحيا بلا غِطاءٍ
وبِلا شمسٍ وبِلا أحضانِ