كتبت دينا السعيد
يمر التاريخ ويأتي بشخصيات نفتخر بها ليوم الدين و شخصيات أساءت للزمن والتاريخ وجميعها تجارب تمر وتنتهى وتغلق الصفحة وتبدأ حكاية جديدة ( نقطة ومن أول سطر ) وحكايات لم ولن تنتهي بل تظل باقية على مر العصور، لذلك قامت سحر الحياة بجولة تاريخية حول متحف أنكره التاريخ وتجاهلته نظم سابقة مما جعل أهل مصر تتجاهله أيضا ولا تعلم عنه شئ .. معنا أهم متحف تاريخي بأعظم بطل ورئيس في العالم هو الزعيم الراحل أنور السادات .
جولتنا بمحافظة المنوفية تحديدا من مركز تلا بقرية ميت الكوم ، قبل الجولة سألنا أهالي محافظة المنوفية عن المتحف ووجدنا القليل منهم يعلموا عن المتحف وهم طلاب المدارس والجامعات وأساتذة التعليم فقط وهذا يرجع الرحلات و البحث وراء كل جديد، وعندما ذهبت بقرية ميت الكوم وجدنا طيبة من أهالي القرية وحسن استقبالهم الذي لم نراها إلا قليلا وبدأت رحلتنا إلى قصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بميت الكوم الذي استشهد يوم السادس من أكتوبر عام 1981 وان دفنه عشرة أكتوبر 1981.
في البداية استقبلنا أمين المتحف ” سامح الشيحمي ” ورحب بوجودنا فعلمنا أن هذا المتحف يستقبل كل يوم طلاب جامعة ومدارس واعلاميين والمفاجأة أن هذا المتحف تم افتتاحه عام 1996 في عهد حسني مبارك الرئيس السابق ولا أحد تحدث عنه إلى بعد فترة حكم الأخوان وهذا ما وجدنا في البحث عن جوجل كل الأخبار المذكورة بتاريخ 2014 حتى 2017 ، لذلك نتجول سريعا حول المتحف ونعرف ما سر هذا التجاهل وأهم مقتنيات الرئيس الراحل .
قال ” سامح الشحيمي ” أمين متحف السادات : افتتح متحف السادات عام 1996 بواسطة محمد أنور عصمت السادات بن عم الرئيس الراحل بعد أن عرض القصر للبيع، قام عصمت السادات بشراء القصر وفضل أن يحتفظ بإستراحة السادات كونها مكان يشهد عليه التاريخ من استقبال رؤساء العالم والعرب وأهم الشخصيات التاريخية فقرر أن يجعلها متحف ووضع كل المقتنيات الخاصة بالسادات من صور وأدوات وبالفعل تم التنسيق مع جيهان السادات ونقلت أبرز مقتنيات السادات داخل المتحف بالغرفة الذهبية ، بالمتحف به أهم الصور التاريخية السادات كصور بانوراما البطل داخل الغرفة الذهبية وصورة نادرة لزفاف السادات بالزي العسكرى وجائزة نوبل وزيارات لمقام السيد البدوي وصوره مع وزير الخارجية الأمريكي وجولدن مائير وزير الخارجية الإسرائيلي
وتابع : نحن نستقبل 18 الف زيارة سنوية منها 18 الف من أوربا و 10 آلاف من العرب وهذا العدد نسعد بيه برغم قلة صدى المتحف ، وهذا يرجع لتعليمات النظام السابق بتجاهل المتحف حيث عرضت وزارة الثقافة شراء المتحف ولكن عصمت السادات رفض وفضل أن يفتح المتحف على مصرعيه ويكون مجاني يستقبل كل زائرين العالم .
في ذات السياق استكمل حديثه عن مقتنيات المتحف وقال : عرف السادات بالرئيس المؤمن فلم يخلو خطاب له إلا وبه آية قرآنية وذلك لحفظه كتاب الله كاملا على يد الشيخ عبد الحميد عيسى والمصحف المتواجد بالغرفة الذهبية يعتبر مصحفه الخاص الذي الذي اعتاد على قرأته ، كما يوجد العباءة البيضاء الذي ظهر بها في أكثر من لقاء مع الإعلامية همت مصطفى وكان مشهور بالعصا والبايت لذلك حرصنا أن يتوفره بداخل المتحف ويوجد السبحة والكشاف والتسجيل الخاص به الذي حرص أن يسمع عليه لمعشوقته المطربة أسمهان والمسجل الخاص لمجلسي الشعب والشورى.
وأضاف الشحيمي مقتنيات السادات الاخرى كالطقم الصيني المتواضع بصناعة مصرية الذي اعتاد السادات ان يتناول فيه وجبة الغداء ويوجد احذيته وبدله الخاصة وهو من أشيك عشرة رؤساء على مستوى العالم ، حيث توجد البدلة الذي ارتداها أثناء خطابه الشهير في الكنيست حتى بدلة الاغتيال هنا وجميع صوره النادرة مع أبطال أكتوبر المصابين والجرحى ومعاهدة السلام وفي الصندوق الزجاجي يوجد الكرفت والنظارات وساعة اليد المحفور بها آية الكرسي فكل ساعاته بها هذه الاية وتضيف بالصندوق رخصة قيادة سيارته وكارنية الوحدة العسكرية وأخيرا كلماته الراقية بقلمه احتفظنا به تقول : ” قل الحق دائما ولا تستمع إلى لكلمة الحق لأن الحق حسنا منيع يحميك ويحمي من يستمع إليك ولا تسخر من الفقير لأنه فقير ولا تحقر من الضعيف لأنه ضعيف ولا تصاحب الرجل الجشع ولا تخالط الرجل الحاقد وإلا أصبحت أسير الحقد والجشع وأصبحت مثلهم.
وختم قائلا : نريد العالم بأكمله زيارة هذا المتحف واهتمام وعناية أكثر من الدولة ( مش احنا اللي هنقول) هذا واجبهم تجاه هذا الرجل الراحل الذي غير مجرى العالم من السلب إلى الإيجاب رحمه الله .
هذا كان اللقاء وجولتنا السريعة داخل المتحف فلا يصح لأبناء المنوفية يكون لديهم هذا التراث والتاريخ العريق ويجهلونه فمن الواجب العمل على تنشيط هذا المتحف وترويجه سياحيا فمن المؤكد سيضع المنوفية تحت خط السياحة وهذا سيحدث بالدعم المعنوي حتى تصحح العبارة إلى.. ( متاحف داخل الخدمة )