كتب / خطاب معوض خطاب
الأسطورة زهير الشايب
الأديب المترجم الصحفي المفكر الروائي القاص المدرس …
قديما قالوا (لا كرامة لنبي في قومه) و هذا المثل يكاد ينطبق على النابغة الأسطورة زهير الشايب ذلك الشاب الذي سبق عصره و لم يقدره أهل زمانه و للأسف لم يسمع به أهل زماننا رغم أعماله الخالدة التي لو قام بها أحد أبناء الدول التي تقدر النوابغ و العظماء لكان ملء الأسماع و لدرست سيرته في المدارس و الجامعات فهو الشاب الذي رغم أنه واجه و عايش ظروفا قاهرة إلا أنه ترجم تسعة أجزاء من كتاب موسوعة وصف مصر الذي كتبه علماء الحملة الفرنسية و هو العمل الموسوعي الضخم الذي كان يحتاج إلى كتيبة من المترجمين ليؤدوا ما قام به زهير الشايب .
يقول الأستاذ جميل عارف في كتابه الشهير ( أنا و بارونات الصحافة ) عن صديقه زهير الشايب : ( لم يكن زهير الشايب يمتلك حجرة مكتب في بيته أو حتى مائدة يكتب عليها ، كان يقوم بترجمة وصف مصر في صالة شقته و هو جالس على الأرض أمام طاولة صغيرة تشبه الطبلية ) .
ولد زهير أحمد محمد الشايب بقرية البتانون مركز شبين الكوم بالمنوفية و حصل على دبلوم المعلمين من معهد شبين الكوم و التحق بكلية آداب القاهرة ( انتساب ) و حصل منها على الليسانس و عمل في بداية حياته مدرسا للغة الفرنسية ثم سافر للتدريس في سوريا و حين عاد للقاهرة عمل صحفيا بمجلة الإذاعة و التليفزيون ثم بمجلة أكتوبر ثم محررا للشؤن الخارجية بجريدة الأخبار .
زهير الشايب كان شابا موهوبا في مجالات عديدة و له أسلوب سلس متميز في كتاباته و كان جادا موضوعيا عميق الفهم و الوعي بما يكتب و له العديد من المصنفات تأليفا و ترجمة فمن مؤلفاته : مجموعة قصصية اسمها (المطاردون) و له رواية اسمها (السماء تمطر ماء جافا) كما ترجم مسرحية (موتى بلا قبور) التي كتبها جان بول سارتر و كتاب (تطور مصر في الفترة من 1924م حتى 1950م) الذي كتبه مارسيل كولمب .
عاش زهير الشايب حياته مجتهدا في عمله مخلصا له متفانيا فيه لكنه عانى كثيرا من غيرة و حقد رؤسائه في بعض المجلات و الصحف التي عمل بها فهو الشاب الصغير النابغة الذي ترجم موسوعة وصف مصر ففى الوقت الذي منحته الدولة جائزتها التشجيعية عام 1979م و حصل وسام العلوم و الفنون من الدرجة الأولى عن مجهوداته في ترجمة كتاب وصف مصر كانت مكافأة رئيسه في مجلة أكتوبر التى كان يعمل بها في ذلك الوقت إلا أن فصله نهائيا لتغيبه 10 أيام عن العمل) (رغم حصوله على سنة كمنحة تفرغ ليتمكن من إتمام عمله الموسوعي) ، و ما كان رئيسه إلا الكاتب الشهير أنيس منصور ، بعدها التحق بدار أخبار اليوم بتوصية من الرئيس السادات لكنه لم يكن سعيد الحظ هناك أيضا إذ كان رئيسه هو موسى صبرى حيث لم يكن أفضل من أنيس منصور .
أحس زهير الشايب بالقهر و الاضطهاد و عدم التقدير في بلده فقرر الرحيل طلبا للعمل في سلطنة عمان لكنه وجد هناك من كاد له الدسائس بإيعاز ممن حقدوا عليه بمصر فعاد مقهورا لمصر حيث مات في ريعان شبابه في 3 مارس 1982م و لم يكن قد ترجم سوى 9 أجزاء فقط من كتاب موسوعة وصف مصر التي تولت ترجمة بقية أجزائها من بعده ابنته (منى زهير الشايب) التي كانت تقوم بالتدريس بكلية الآثار بجامعة القاهرة .
المصادر :
كتاب أنا و بارونات الصحافة للأستاذ جميل عارف .
جريدة المصري اليوم 5 يونيو 2009م .
كتاب موسوعة 1000 شخصية مصرية .
كتاب الموسوعة فى أعلام الدنيا .