شعر وحكاياتعام
عِطرُ زليخة
عائشة المؤدب/ تونس
أَعِرْني ورِيدَكَ أُقِمْ فيهِ طُقُوسَ جُنونِي،
أَعِرْنِي نَبْضَكَ أُوَقِّعْ عَلَيْهِ لُهَاثِي
حَرَائِقَ تُخَصِّبُ اليَبَابَ
وَدَثِّرْ جَوَارِحِي بِرِيحِ تُرَابِكَ النَّدِيِّ
أَعِرْنِي صَوْتَكَ المَبْلُولَ أَمْضغْهُ،
أَسْتَحْلِبْ مِنْهُ عِطْرَ زُلَيْخَةَ تَقُدُّ القَمِيصَ
وأُشْهِرْ فِي وَجْهِكَ الرُّؤْيَا،
ذِي كلُّ الأبوابِ مغلَّقةٌ، فَاخْرُجْ يَا آدَمَ
ليسَ في الجنّةِ غيْر شجرةِ الخلدِ، ثمارُها علَى صدْرِي،
ليسَ في الجنّةِ غَير خَطيئةٍ أُولَى
وليسَ على الأرضِ سِوَى الطِّينِ يُحَاصِرُنِي
أنا الْمَوْؤُودَةُ فِي جَسَدِي
أَنا الْمَوْبُوءَةُ بالجَسدِ،
أَحْمِلُ نَزْوتِي ضَوْءًا يُظَلِّلُنِي،
أَحْمِلُ عبْءَ النَّوَايَا لنَفْرَةٍ محتَمَلَةٍ،
أُقَنِّعُ عَرْبَدَتِي بِهَدْأَةٍ كَاذِبَةٍ
وَأَصْرُخُ أَنِّي ثمِلْتُ ومَازِلْتُ عَطْشَى
وأنّي أُقِيمُ احْتفَالاَتِ جُوعٍ على قارعةِ الطِّينِ المقَدّسِ
أَمُوتُ ثمّ أُبْعَثُ ثمّ أَمُوتُ
وأَنْمُو
كَعُشْبَةٍ، كلَّمَا نَزَّتْ مِيَاهُ الغِوايَةِ
أَعِرْنِي بَعْضَكَ، أعِرْنِي كُلَّكَ أخْلُقْهُ مِنْ جَدِيدٍ
فأَحْمَلْ بِي
وَأُولَدْ بِكْرًا وأَمْضِ جدِيدًا، بَعِيدًا
وَأُولَدْ ظمْأَى
وَأولدْ أنْثَى
جَسَدٌ ضَالٌّ يُرَدِّدُ تَعْوِيذَةَ الكَامَاسُوتْرَا
وَيُحْرِقُ بَخُورَ الغِوَايَةِ
تَضيقُ الحوَاسُّ فَأمْتَطِي صهْوَةً مِنْ سَرَابٍ
أُجَمِّعُ رُفَاتَ العاشِقِينَ ،أستعيرُ أجسادَ الغاوينَ، أفتّتُها
أنفخُ فيها من جنُوني ومن نَزَقِي
أُنَصِّبُهَا عِنْدَ مَفْرِقِ الْوَعْيِ طُوطَمًا
لَيْسَ لَكَ مُقَامٌ بِي
وليْسَ لِي إلاَّ حُلُولُكَ الفَوْضَويُّ
تُبَدِّلُ مَجْرَى دَمِي،
تُقوِّضُ تَارِيخَ الْخِدْرِ
تُعطّل أسْبَابِي كلَّهَا،
تُطيّرُني بلا مُسْتقَرٍّ
وأغْرَقُ فِي امتِلائِي
ثُمَّ أُهَاجِرُ جَدِيدًا، بعِيدًا
وأسترسِل في الغِيِّ كنشوةٍ لَمّ تكتمل.