كيف أتخلص من الرّوتين القاتل في الحياة؟
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر
إنّ النّفس البشريّة وكما قيل تكلّ وتملّ كما تكلّ وتملّ الأبدان، وإنّ التّرفيه عن النّفس يكون فرصةً لإزالة هذا الملل، والقضاء على الرّوتين القاتل في الحياة، فرتابة بعض الأعمال وتكرارها تجعل النّفس تسأم من أدائها، فتراهها تفتر أحيانًا وتضيق بأداء الأعمال، وعندما يخصّص الإنسان وقتًا يرفّه فيه عن نفسه بالذّهاب إلى أماكن التّنزه والحدائق، أو ممارسة الألعاب الرّياضيّة، فإنّ ذلك يجلّي عن نفسه ضيقها ومللها، ويجعلها في حالة أخرى تمتلئ فيها طاقةً، وتصبح النّفس مستعدّةً للعودة من جديد لأداء الأعمال التي اعتادت على القيام بها.
– إنّ التّرفيه عن النفس من خلال الالتقاء بالنّاس والتّحدّث معهم يساهم في تعظيم الجانب الإيجابيّ في النّفس الإنسانيّة، ومحاصرة الجانب السّلبيّ فيها، خاصّةً عندما يلتقي الإنسان بأناس وأصدقاء إيجابييّن يبثّون في نفسه معاني الحبّ والجمال والتّسامح، ليعود بعد لقائه معهم إنسانًا جديدًا ممتلئاً بالطّاقة والرّوح المعنويّة، ويقبل على عمله بحبّ، وكلّ ذلك تكون له آثاره الحميدة في عمله إذ يزيد إنتاجه فيرضى عنه رؤساؤه، وربّما يحصل على ترقية بسبب ذلك أو زيادة في راتبه.
– أكّدت الدّراسات الطّبيّة والأبحاث الصّحيّة على أهميّة ومعنى التّرفيه عن النّفس، فالضّحك على سبيل المثال يحفّز هرمونات السّعادة التي تعدّ دافعًا قويّا للإنسان في الحياة، كما أنّ ممارسة الرّياضة كذلك من وسائل تجديد النّفس وإسعادها من خلال ما يفرز الجسم من هرمونات أثناء ممارسة النّشاط البدنيّ، بل إنّ كثيرًا من الأطبّاء النّفسيّين يوجّهون من يعاني من القلق والتّوتر أو الاكتئاب إلى ممارسة الرّياضة كعلاج للحالة النّفسيّة المتردّية.