شعر وحكاياتعام

مجيءَ الدّروب


شعر: مصطفى الحاج حسين .
أنسابُ إلى دفءِ الهوى
أتضوَّعُ عطرَ الأرضِ
وأشحذُ الضّوءَ من عنقكِ
لأتوضّأَ بأنفاسِكِ المعبّأةِ بالنّقاءِ
وأدورُ على مساحاتِ ظلِّكِ
أتفيّأُ تحتَ ظلِّ حِنّاءِ الرّوحِ
وأبوحُ لأنوثتِكِ المشتهاة
ببعضٍ من تعويذاتِ الدّمِ
أنا ارتحالُكِ إلى ملكوتِ الحُلُمِ
أفترشُ غمامَ الشّوقِ
لأريحَ دقّاتِ القلبِ من النّجوى
أراهنُ على الموتِ
في حضرةِ بهائِك
وأنتِ تشعلينَ لي فتيلِ العِناقِ
فأنسكبُ في هسيسِ النّدى
قصيدةً مِن فضاءٍ أزليِّ الحنينِ
إلى عينينِ من بريقِ الانهمارِ
على وَلَهٍ مجنونٍ بالفتنةِ
منزاحٍ لمجرى السّهوبِ الغافياتِ
في وقتِ الالتفافِ
حولَ روعةِ التّكوينِ فيكِ
وأمدُّ شغافَ القلبِ
لأقبِّلَ جيدَ الأصابعِ
أسقطُ على ترابِ مهجتِكِ
مُخَضّباً بدمِ الأنينِ الحارِّ
فأهزُّ إليكِ بجذعِ اللّوعةِ
ليتساقَطَ عليَّ انغمارُكِ
فلا أبرحُ تواجدَكِ إلّا وقتَ الموتِ
وأشاهدُ من شقوقِ السّرابِ
قلبي يغتسلُ بشهدِ الجّمالِ
ساطعٌ هذا البردُ
تحتَ شرفةِ الغيابِ
وأنتظرُ مجيءَ الدّروبِ
لتوصلَني إلى عليائِكِ
فأنتِ سدرةُ الحبِّ
في برقِ الانتشاءِ
في شتاءِ الأبجديٌةِ الورقاءِ
لا سيّدةَ على القلبِ إلّا أنتِ
لا ملكةَ على الرّوحِ
إلّا جلالةَ عشقِكِ
لا موتَ يحيني من شُحوبِ العمرِ
إلّا بسمةَ الاقترابِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock