كتب / خطاب معوض خطاب
فيلم عنتر و لبلب ( 7 أقلام ) …
رؤية و مشاهدة من زاوية جديدة مختلفة …
هذا الفيلم من الأفلام الكوميدية الخفيفة التي يحبها الكبار و الصغار حيث يتميز بالمواقف الكوميدية المكثفة و الحوارات الشيقة السريعة و بساطة أبطاله ، الفيلم إنتاج 1952م و حمل في البداية اسم ( شمشون و لبلب ) و قام ببطولته محمود شكوكو و سراج منير و عبد الوارث و حورية حسن و عبد الفتاح القصري و كتب الحوار المبدع الكبير بديع خيري و أخرجه و كتب له السيناريو المخرج سيف الدين شوكت و يدور حول الصراع بين ( لبلب – محمود شكوكو ) ابن البلد الذي ينوي الزواج من ( لوزة – حورية حسن ) ابنة ( المعلم رضوان – عبد الوارث عسر ) من جانب و ( عنتر – سراج منير ) صاحب الكازينو الوافد الجديد على الحارة الذي يريد أن يخطف لوزة حبيبة لبلب و يتزوجها و يحدث أن يتحدى لبلب الضعيف عنتر القوي و يتوعده بضربه 7 أقلام بعمدل كل يوم قلم و يتم عقد رهان بينهما فلو ضرب لبلب عنتر 7 أقلام يتنازل عنتر له عن الكازينو الخاص به و يرحل عن الحارة .
قيل إن الفيلم يحمل معاني سياسية و تم تفسير أحداث الفيلم على أنه يتعرض للإحتلال البريطاني لمصر و أن لبلب يرمز للشعب المصري و عنتر للإحتلال البريطاني و لوزة هي مصر و المعلم رضوان هو الأحزاب المتواطئة مع الإحتلال وقتها و وجد هذا التفسير من يؤيده و يتبناه خاصة و أن محلات الحارة في الفيلم كانت تحمل أسماء وطنية مثل : عصير الجلاء و جزارة القنال و عجلاتي الوحدة و بقالة السلام و حينما أراد عنتر التفاوض مع لبلب رد قائلا : لا مقاوضات إلا بعد العزال ( الجلاء ) ، بل إن هناك من فسر أحداث الفيلم تفسيرا أوسع و أشمل و أعم فقال إنه يرمز للصراع العربي الصهيوني حيث يرمز عنتر للصهيونية و لبلب للشعوب العربية و لوزة فلسطين و المعلم رضوان للأنظمة العربية المتواطئة .
العجيب أن هذا الفيلم تم رفعه من دور العرض بعد أيام من عرضه دون ذكر أسباب و تم أيضا منع فيلم ( مصطفى كامل – إخراج أحمد بدرخان ) و فيلم ( الكيلو 99 – إخراج إبراهيم حلمي من العرض و تم تفسير الأمر وقتها بأن الظروف لا تسمح بعرض أفلام وطنية تثير المواطنين بعد حريق القاهرة و بعد يوليو 1952م تم عرض الفيلم مرة أخرى حيث تمت دبلجة الفيلم و حذف اسم ( شمشون ) بعد إعتراض ( حاييم ناحوم ) حاخام اليهود المصريين لأن شمشون هو بطل قومي و رمز بالنسبة لليهود و تمت الإستجابة لطلبه بالفعل و تمت الدبلجة بطريقة سيئة للغاية و الجميع يلاحظ أن كلمة عنتر تنطق بطريقة واحدة و بنفس الصوت على لسان جميع أبطال الفيلم ، الغريب أن تتم الإستجابة و بسرعة و تغيير اسم شمشون و الأغرب هو استبداله باسم عنتر رمز القوة و الشجاعة و البطولة عند العرب !!!!!!!!!!!
في الفيلم يلجأ عنتر للعديد من الحيل لكي ينجو من الضرب بالقلم على يد لبلب ، فمرة يحاول دخول حجز قسم الشرطة و مرة تستدرج لبلب للصحراء و مرة تؤجر بلطجية لتحجز لبلب و رغم إستغلال كل هذه الحيل غير الشريفة وقت الحرب و الصراع إلا أن عنتر كان يعترف أن لبلب كان يضربه خاصة في القلم الرابع و الخامس فلم يكذب و لم يحاول الإنكار بل إن عنتر الشرير في النهاية أوفى بوعده أمام الجميع و حافظ على كلمة الشرف التي كان قد قطعها على نفسه و أعطى الكازينو للبلب و ترك له خطيبته مع أن أمواله و قوته كانت تمكنه من التهرب و حنث الوعد .
المصادر :
مقال أحمد خالد توفيق في التحرير 22 يونيو 2015م .
مقال حنان شومان باليوم السابع 21 مارس 2014م .
مقال محمد شمس في ساسة بوست .
جريدة الأيام البحرينية العدد 9921 .
جريدة الوفد 12 أكتوبر 2014م .
موقع السينما . كوم .