كتب . د .حامد محمد حامد
(يشبك من مهدي) كان الذراع الأيمن للسلطان الأشرف قايتباي . و مع إن (يشبك) معناه الأمير الصغير ، إلا إنه كان رجل المهام الصعبة فعندما تحدث مصيبة في أي مكان داخل مصر أوخارج مصر ، ميحلهاش غير يشبك .
يشبك يقدم مثال للأمير المملوكي كما أنزل : عنف و قسوة مرعبة ، مع ثقافة و شهامة و حب لفعل الخير !
ويذكر مثلاً عندما أرسله السلطان قايتباي الى الصعيد ، يشبك استمر 7 شهور يفعل مناوشات مع الصعايدة , يولع في بعض منهم ، و يدفن البعض احياء ، و أحياناً يسلخهم و هما صاحيين قبل ما يدبحهم !
و عندما رجع يشبك من الصعيد بالسلامة ، استقبله السلطان قايتباي في القلعة استقبال الفاتحين و خصوصاً إن يشبك مدخلش عليه و إيده فاضية كان جايب للسلطان 200 ألف دينار حصيلة ” مناوشاته مع الصعيد “
و مع ذلك من عاصره من المؤرخين تكلموا عنه بإجلال و احترام كبير ، و تكلموا عن أعمال البر و التقوى التي كان يقوم بها ، و مجالس العلم و الأدب التي كان يحضرها , و فى صورة ثانية من صور المستبد العادل التي يهواها المصريين للأسف ..
يشبك كان مخلص للسلطان قايتباي بطريقة نادرة في عالم المماليك ، رغم ان مواهبه الإدارية و صلاحياته كانت ضخمة جداً و كانقادر علي الاستيلاء علي عرش مصر ، إلا إنه عمره ما فكر فيه ، يمكن علشان كده قايتباي كان يقدره و كان يعامله على إنه صاحبه و ذراعه الأيمن ، و كتير ما كان قايتباي يخرج من القلعة و ليغير جو يومين تلاتة في القبة التي بناها يشبك ، القبة بناها يشبك لتكون استراحة له بعيد عن زحمة القاهرة ، و كان حولها خضرة و جناين
يشبك لم يفكر أبداً في عرش مصر . لكن فكّر في عرش تاني و هو عرش العراق و ما حدث إن كان فيه مناوشات بتقوم بيها دولة اسمها (الشاه البيضاء) على حدود الشام ، هذه الدولة أخدت اسمها لترسم نعجة بيضا على العلم الخاصه به .
دولة الشاه البيضاء كانت تحكم في الوقت قديما جنوب تركيا و العراق و أجزاء من ايران و الخليج العربي و أرمينيا , و يشبك من مهدي كان يعلم جيداً إن الدولة حالياً في أضعف حالاتها ,
فاستغل المناوشات و خرج بنفسه مع قوة كبيرة من مصر و كان عنده طموح أن يقضى عليهم و يأسس مملكته الخاصة و كان من الممكن تغير التاريخ من غير مبالغة إذا نجح في القضاء عليهم .
ايه اللي حصل و خلى “يشبك من مهدي” و معاه قوات ضخمة من مصر و الشام ينهزموا بهذه الطريقة الشنيعه؟ لا أحد يعلم يعرف !
كل اللي احنا متأكدين منه إن يشبك اتقطعت راسه في (الرها) في جنوب تركيا ، و لبسوا الراس المقطوعة عمة كبيرة و زفوها زفة ، و جسمه وصل مصر واتدفن من غير راس ..
ولم يتبقي لنا من رائحة يشبك من مهدي غير قبتين” القبة الفداوية ، و القبة التانية التي كان يستريح فيها مع صاحبه السلطان قايتباي ، والتي كانت السبب بعد مرور سنين في تسمية سراي و كوبري و حدايق القبة !