عابر سبيل
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
قالت شاكية :
أنت رطب اللسان
لكنك تعيش بغير جنان
خصالك خداعة
وتدعى الشجاعة
وإنى أراك كفقاعة
وتحمل البشاعة
فمتى أفطم بعد الرضاعة
من خصالك الخداعة ؟
يا هذا …………. لأجلك
عشت ليلي في عناء
ونهاري في شقاء
أرضك جدباء
وأشواقك شعثاء
وجريمتك شنعاء
فاحذر من قلبي الذي جرحته
فيوما ما قد وجعته
و من لُبي الذي قطعته
فيوما ما قد وصلته
ومن فؤادي الذي كسرته
فيوما ما قد أسرته
ويوما ذاق هواك وسكنته
احذر فليس ذنبي
إن هجرته
واعلم أنك بالحنان سقيته
لكنك تركته وهجرته
يا هذا …………….
احذر من سهامي
وانتهاكك قلبي وغرامي
ولا تزد في ملامي
فحلو الغرام
ما داوى أسقام
وكسر الزجاج
لا يداويه الزجاج
وموت الغرام
لا يحيى بالكلام
فرد وقال :
يا فؤادي متى ودادي
لا تظلميني في غرامي
واعذري الشوق الذى رماني
وعن السهاد جفاني
وكم أتعبني وأبكاني
أيها القطار المسافر خذنني
ولباب الحبيبة اتركني
فلعلى أشكو الوجد فتسبقني
وتقول مرحبا بقلب هواني
لا يأس في الهوى
فكلما أعرض ونوى
فاض الحنين وأشقاني
فأعذري الشوق الذى رماني
ولا تجافى في نسياني
فردت وقالت :
أيجود الشوق بالشوك
وينبت البارود بالورود
ويميل القلب للجحود
فكم قاسى ويلات الجحود
وتشتت الحلم
وترامى على الحدود
أيزهر لقلبي صبح ودود
فأملا به الكفوف والخدود
ويبزغ النهار ويعشق الوجود
وهنا ينبت في القلب
آلاف الوعود
فرد وقال :
أتمنى أن يأتي الشوك بالشوق
وأن يموت البارود بالورود
وأن يأتي غدك الموعود
فاتركي الشكاية
وابدأي الحكاية
بقلب حنون
وعهد مصون
وحب ودود
ليس له حدود
يملأ كفوفك بالورود
فيا حبيبتي
أنا في هواك عابر سبيل
وأقسم بالرب والقمر دليل
أنى طرقت العيون
فما وجدت لك بديل