السلطانة في الحجاز …
كتب / خطاب معوض خطاب
سلطانة الطرب منيرة المهدية مع زوجها إبراهيم كمال داخل التكية المصرية بمكة المكرمة …
هي أول فتاة مصرية تقف على خشبة المسرح و لقبت بمطربة الأزبكية الأولى و الممثلة الأولى كما عرفت بأنها صديقة العظماء و الوزراء و الملوك و السلاطين التي قال لها الخديو عباس حلمى الثانى : (لو كنت رجلا لمنحتك لقب باشا) و كان حسين رشدي باشا رئيس الوزراء من رواد عوامتها و يعقد مجلس الوزراء داخل عوامتها الشهيرة ( الذهبية ) بالكيت كات .
ولدت زكية حسن منصور الشهيرة باسم (منيرة المهدية) في بيت متواضع بقرية مهدية بالزقازيق عام 1885م و نشأت بالأسكندرية و جاءت للقاهرة و عمرها 17 سنة ، بدأت حياتها الفنية مطربة في حي الازبكية و رقصت في فرقة شفيقة القبطية و استأجرت مقهى (نزهة النفوس) بالأزبكية و منذ سنواتها الأولى اتجهت منيرة المهدية إلى المسرح الغنائي و استطاعت أن تجلس على عرش الطرب في السنوات الأخيرة من حياة الشيخ سلامة حجازي و ظلت سلطانة للطرب بلا منازع لعشرات السنين .
يروى أنه حين تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و اهتز العالم لهذا الاكتشاف كانت منيرة المهدية على المسرح و أطلقت صيحتها : (إحنا أبونا توت عنخ آمون) و كان الشعب أيامها يفاخر بأجداده المصريين القدماء و تاريخهم فكانت تثير حماس الشعب الثائر على الإحتلال وقتها ، و في أثناء ثورة 1919م قدمت مسرحية (كلام فى سرك) التي أوحت لرائد الإقتصاد المصري طلعت حرب بإنشاء بنك مصري (بنك مصر) و مصنع مصري .
يروي الصحفي الكبير مصطفى أمين أنها كانت مدعوة في حفل تنكري في (الكوزمو جراند) و كانت ترتدي ملابس كليوباترا و جاء حسين رشدي باشا رئيس مجلس الشيوخ وقتها و قبل يدها و في نفس اللحظة دخل الملك فؤاد و شاهده فثار الملك إذ كيف لرئيس مجلس الشيوخ أن يقبل علنا يد مطربة ؟! و حين عاتبه الملك رد عليه بهدوء : (ليس في الدستور المصري مادة تمنع رئيس مجلس الشيوخ من تقبيل يد مطربة !!! ضعوا هذه المادة و أنا أعدكم بأن ألتزم بها) .
ظلت منيرة المهدية سلطانة للطرب طيلة ال30 سنة الأولى من القرن العشرين و من المعروف أنها أنتجت للسينما فيلم “الغندورة” الذي قامت ببطولته أمام النجم أحمد علام و لكن هذا لم ينجح فاعتزلت الحياة العامة في سنة 1935م ثم اعتزلت الفن و حجت إلى بيت الله الحرام سنة 1941م و عاشت بين صلاتها و ذكرياتها ثم عادت للمسرح مرة أخرى سنة 1948م لكنها لم تصادف نجاحا كسابق عهدها و عادت مرة أخرى إلى صلاتها و ذكرياتها و عزلتها بعدما تأكدت أن الزمن ليس زمانها بل زمن النجمة القادمة من السنبلاوين أم كلثوم .
عاشت منيرة المهدية سنواتها الأخيرة تجتر أحزانها بعد أن تجاوزها الزمن و تقدمت فى العمر و لم يشفع لها أو يعوضها عن مجدها الضائع حصولها على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى و وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى و في يوم الخميس 12 مارس 1965م رحلت منيرة المهدية (سلطانة الطرب) عن الدنيا عن عمر يناهز 80 عاما عاشتها بين صعود و هبوط و نجاح و فشل عليها رحمة الله تعالى …
المصادر :
ملحق الكواكب عن المطربة منيرة المهدية العدد 3313 .
كتاب الموسوعة فى أعلام الدنيا ص 390 ، ص 391 .
جريدة الرأي الأردنية 10 سبتمبر 2013م .
جريدة المصري اليوم 11 مارس 2009م .
جريدة البيان الإماراتية 2 يناير 2011م .
جريدة أخبار اليوم 18 يناير 1986م .
مجلة الكواكب 16 مارس 19655م .