رمضان شهر الصوم والإبداع
ــــــــــــ بقلم / نجلاء الراوي
أقترب أجمل شهر في شهور السنة على الإطلاق شهر رمضان ، شهر الصوم والعبادات والراحة النفسية والذهنية حيث لا وقت فيه للبحث عما يثير النفس ، وهذه الراحة النفسية تأتي بعيداً عن مشاهدة القنوات التليفزيونية ، حيث المسلسلات التي تذاع على الفضائيات وكأنها تستعد طوال العام لتبدع وتبتكر كيف يكون النكد المضبوط على المشاهدين من حيث العنف، والقتل ، والبلطجة ، والمخدرات، والعنف ،والفقر ، والقهر، ولا ننسى الإعتماد التام على مشاهد العري ، وإبتكار كلمات جديدة على أذن المشاهدين يطلقها البلطجية طوال الثلاثون حلقة وكأنهم يقومون بالترويج لتلك الكلمات حتى تنتشر في الشارع المصري .
أصبحت الدراما تعتمد على كل ما سبق وعندما يتم نقد تلك الأعمال وأنها تحض على العنف والإساءة للمجتمع المصري تجد الدفاع المسبق وأنها حرية الإبداع ، ولا أدري أي إبداع في ذلك ، هل أصبح الإبداع يقتصر على البلطجة والعري والمخدرات إلى آخره هذا هو الإبداع ، والحُجة الأخري التي يستند إليها المدافعون أن هذا هو الواقع ويجب أن نبرزه ونسلط الضوء عليه ، سنوات ولا أدري ما الفائدة من تسليط الضوء على ما يسمونه أنه إبداع و يحدث بالفعل في المجتمع ، لكن ما أراه فقط أنه يساعد في زيادة حدوث الجرائم ،وتعلم المشاهد كيف يبتكر لو كان يحمل داخله رغبة إجرامية وإن كان بداخله عنف ينميه والخلل الأخلاقي يبرره ، ولماذا هذا الكم الهائل من المسلسلات في شهر رمضان وتظل باقي شهور السنة تعيش على الإعادة ،
ولن يستطيع المشاهد مشاهدة هذا الكم الهائل من الإبداع الذي أصبح غير مرغوب فيه من فئة عريضة من المشاهدين ، شهر رمضان شهر الصوم أصبح يأتي ويأتي معه الإبداع ليعرض علينا كل الأعمال الدرامية التي تجعلنا نسرع بتغير القناة من المشاهد والكلمات التي لا تصلح أن تكون في مسلسل تشاهده الأسرة، ونقلب بين القنوات ونحتار أي قناة نشاهد ثم لا نجد ثم نغلق التليفزيون لنرتاح من الإبداع .
