عبق الياسمين عبق التاريخ ينثر عبيره … حارات دمشق القديمة
كتبت / ريما السعد
الحارات الدمشقية تفاصيل ، تشعبات ، بحركة الحياة اليومية وهي من جزئياتها البسيطة
اشتهرت هذه الحارات العتيقة بإنها حارات ضيقة متعرجة انها لوحة فنية رائعة لرسام جمع بين التاريخ والجمال واختزل بريشته قصة مدينة اسمها ( دمشق ) ظلت وستبقى ابد الدهر
البيت الدمشقي محط وانتباه لكل عشاق دمشق فهوا آية من الجمال والروعة واحد مآثر العمارة العربية بمواصفاته الفريدة
كل حارة من حواري دمشق أشبه بمدينة صغيرة
لها بابها ومسجدها وسويقها ، السوق التي يعرض فيها الفلاحون الوافدون من مع شروق الشمس انتاج اراضهم ليبيعوها .
لكل حارة لها حلاق ولها مقهى صغير وكل ما تحتاجه الحارة وفيها طالع ماء او اكثر ، ولكل حارة حمامها ودكاكينها
ولكل حارة زعيمها وهوا راس السلطة واكبر وجيه فيها ويساعده العكيد وهوا زعيم الحارة فعليا
ويكون حتماً من أعيان وأغنياء الحارة وأكبر قبضاي فيها، ويتصف بصفات حميدة كالنّخوة، والشهامة، والكرم والحميّة، وقد تكون كلمة عكيد أصلها عقيد(وكلمة عقيد مشتقة من كلمة العقائد التي تعني الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكُّون يقيناً عند أصحابها، لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك
والعكيد هنا، أي في الحارة الشامية هو كبيرها، صاحب الحل والربط في الحارة، الذي يحل مشاكلها ويقدم المساعدات لأبنائها المحتاجين، ويؤازره ويساعده أغنياء الحارة وهم أعضاء مجلس ادارتها “عضوات الحارة” في حال اعترضتهم أي مشكلة، وكلام العكيد مسموع ومطاع من كل أبناء الحارة صغيرهم وكبيرهموله الدالة والصوت المسموع عند الزعيم إذ هو الحامي للحارة.
اهل الحارة الدمشقية كانوا يعيشون وكأنهم في بيت واحد،أو من أسرة واحدة، فهم ملتحمون في السراء والضراء، ويعرفون بعضهم بعضاً…
الحارة عبارةعن وحدة إدارية مستقلة، ولها بابها ويُغلق في المساء ويُفتح عند شروق الشمس ولهذا الباب حارس ، يتولى فتحه وإغلاقه، ويعرف كل سكان الحارة.