شعر وحكاياتعام
ليل الشَّمس …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
اللّيلةَ
أينَ سينامُ اللّيلُ ؟!
قلبي مكسورٌ شباكُهُ
أجدُ حرجاً إن جاءَ لعندي
ماعندي لحافٌ أغطّيهِ
وسجائري تكادُ لا تكفيني
حتماً سيحدّثُني عن حبّهِ
الشّمسُ رفضَت قصائدَهُ
وقالَت : وجهُهُ أسودُ
لَم تتأمّل داخلَهُ
أو تبصر قمراً في صدرِهِ
يدقُّ وينبضُ حبّاً
لَم تتعرّف على نجومِ روحِهِ
قالَت عنه أسودَ ورفضَتهُ
حتّى لو أحضرَ لها
خاتماً من غيمٍ أبيضَ
وفستاناً من ندى
وحذاءً من عطرٍ
الشّمسُ لا تهوى اللّيلَ
ترفضُ لو مرّةً تقابلَهُ
لو لاحَ لها من بعيدٍ ، تهربُ
وكأنَّها تخشى أن يخطَفَها
ويصعدَ بها للأعلى
وهناكَ
عندَ المدى الأزرقِ
يمطرُ عنقَها بالقبلاتِ
ويفضُّ لها بكارةَ الضّوءِ
اللّيلُ لا يُخفي عنّي حزنَهُ
يبقى طوالَ اللّيلِ
يشكو لي شدَّةَ الأشواقِ
ويقرأُ عليّ بعضاً من شِعرهِ الشّفّافِ
عذبٌ كالنّدى على غصنِ الحنينِ
وأنا لا أعرفُ كيفَ أواسيهِ
في قلبِه تشبُّ شمسُ الظّهيرةِ
ولا ماءَ عندي لأطفئَها
لا أملكُ أكثرَ من فنجانِ قهوةٍ
بمنديلي أمسحُ دمعَ اللّيلِ
أرشُّهُ بالماءِ كي يصحوَ مِن خمرتِهِ
باسمِ الشّمس يهذي
نتعاونُ عليهِ أنا والغجرُ
نجرُّهُ نحوَ ظِلالِ الياسمينِ
كي يغفوَ بعضَ الوقتِ
والشّمسُ تحرقُ بابي
وتدخلُ من شبّاكِ قلبيَ المكسورِ
تبحثُ عنهُ بضراوةٍ
كي تسخرَ من سوادِهِ *