باروخ وأشفور وأدمـــونٌ”ברוך אשפור אדמון” من الحكايات الشعبية ليهود مصر القرائين؛ (القرن الثانى عشر)
-11-
-11-
كتب . د. احمد زكريا
انتهز ناجيد مصر انشغال الحضور بالاستماع لقسم الاخوين باروخ وأدمون على التوراة ، ونظر نحو الأرض لكى يخفى فمه المتحرك وهو يهمس نحو جاره حاخام أكبر اليهود القرائين: “لِمَاذَا بِمَاءِ الذّهَبْ؟.. مَا عَهِدْنَاكُمْ بِهَذَا التّرَفْ.. مَا عَهِدْنَا قَطْ أَحَدًا مِنْ أَبْنَاءِ يَهُودْ كَتَبَ بِمَاءِ الذّهَبْ؟”..فرد الحاخام هامسًا أيضًا: “إنه لترف يليق بفخامتكم يا غبطة
طة جاؤون مصر!”؛ ولكم أغاظته كلمات الحاخام فانصرف عنه بوجهه؛ ولمًا رآى شماس القرائين يتلصص على الحديث؛ نظر الناجيد نحوه مباشرة وقال دون أن يتوارى من الخليفة: “وحق من بعث موسى بالحق، التوراة نفسها ..كلمات يهوه(1) المقدّسة! و شريعة السماء لم تكتب بماء الذهب!!”، فقال الشماس: “فعلنا ذلك لكى نقطع على الأخوين خط الرجعة، فلا يكون أمامهم إلا ما هم فيه الآن!.. ما نحن جميعًا فيه!!”، عاد الناجد لينظر للأرض فخاطبها متأسفًا على حاله: “صدق الملعون!”
(11)يهوة: لفظ الجلالة لدى اليهود.