كتب .عمر الرزاز
الترسو هي كلمة ذات أصل إيطالي و يقصد بها الدرجة الثالثة مثلما تعني كلمة بريمو الدرجة الأولى ، كانت سينمات الدرجة الثالثة أو الترسو منتشرة في ربوع مصر حتى أواخر القرن الماضي قبل أن تبدأ في الانقراض
و بالطبع كلنا نذكر أن وحش الشاشة الراحل فريد شوقي كان يلقب بملك الترسو ، لأن أفلامه التي كانت تزخر بالحركة و المطاردات و مشاهد العنف كانت تلقى رواجا كبيرا بين رواد الترسو ، و كانت تتميز هذه السينمات بأن تذكرتها زهيدة الثمن
و أن البرنامج يضم ثلاثة أفلام متتالية ، مما يعني أن المشاهد يستمتع بجرعة سينمائية كبيرة بثمن قليل للغاية ، اندثر هذا النوع من السينما حاليا و لم يعد موجود سوى في نموذج واحد يقاوم الزمن هو سينما الكورسال الجديدة أو (سينما علي بابا كما كانت معروفة دائما) الموجودة في شارع 26 يوليو في منطقة بولاق أبو العلا ،
و الغريب أن هذه السينما المنسية و التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1946 م من تصميم العبقري الراحل نعوم شبيب مصمم برج القاهرة الشهير ، و استخدم في تنفيذ سقفها فكرة (قبة شبيب) تلك الفكرة التي تعتمد على تشكيل قالب من الطين على سطح الأرض على شكل قبة ،
ثم تسليحه بقضبان من الصلب ، ثم صب طبقة رقيقة من الخرسانة المسلحة عليه و تركها حتى تجف ، ثم رفع القبة بالكامل و وضعها في المكان المطلوب ، و قد سجلت هذه الطريقة كبراءة اختراع بإسم المعماري الراحل ،
و بهذه الطريقة كانت سينما علي بابا أول سينما تقام بدون أعمدة ترفع السقف و لتتسع لحوالي 700 مشاهد ، و الآن أصبحنا في عهد السينما الثلاثية الأبعاد و بقيت سينما الكورسال تطل علينا من الزمن القديم و قريبا سيأتي اليوم الذي تختفي فيه هي أيضا و ينتهي عصر الترسو إلى الأبد .