شعر وحكاياتعام
أنتَ من أنتْ
بقلم الشاعرة وفاء العشري
أنتَ من أنتْ
أنتَ مَنْ الزَمنِ المُوَالي
رجلٌ وليسَ مِثلَ الرِجَالِ
رجلٌ شَرقي الفُؤاد أصِيلٌ , مُهِيبْ
أتيت من الزِمنِ الجَميلْ
مِثل حَدائقِ بَابلْ
من زمن السُومَرِينْ
والاغريق
حبائل من تراثٍ وحضارةٍ
من عبقٍ
عُنوانَ الحُب
تاريخٌ وأمجاد
شاعرٌ لا حُدودَ لهُ
واسعُ الأفقِ
لا يَعترفُ بِالجُغرَافيَا
شاعرُ الحُب المُستَحِيلْ
شاعرُ الوطنِ والإنسان
يَحمل على كتفيه
وفي عَينيهِ أصالة الأدب
رسالة إنسانية
يَبعثُ الحُبَ في الشِريَان
كالماءِ يُرطبُ القُلوب
في فَمهِ مَاء ليروي الزهور
وفي دَمهِ حَرارة الفُرسانْ
في نَبضهِ سِراجٌ
يُنير عَتمةَ الليالي
هو ….
فِي قَلبي كاليقينْ
يَحمل هَويةَ العُروبَة
من أرضِ المُستحيل أتى
من بلادِ الشهدِ حَضَرْ
وطنٌ في كتابِ الله مَذكور
يَحملُ التَاريخ فوقَ رأسهِ
وعَراقةِ الجُدودْ
والطيرُ فوقَ رأسه يَحُومْ
يا ابن الأصُول والأمجادِ
يا نَبض الرُجولةَ
يا شَهامة الرِجَال
والأبطال
تُناضلُ بِحبٍ يَفيضُ بِالعطاءِ
ماء أنتَ
كنهرٍ جَاري
يسقي كل ظمآن
مِن نَبعٍ لا يَنضُبْ
فَيبِتُ العالمُ بِلا عَطشٍ
ولا كدرٍ
يَزرعُ الحُب سَرْمَّديَاً
في قَلبي كالضُوءْ
أي الصفاتِ أنتَ
بل أنتَ البُرهانَ لكلِ عَملياتِ الحِسابِ
في صَدري
مُتكاملاً يَبني صَرحاً
لِقَواعدِ الحِسابْ
قواعد الأمجاد !!
أسطُورة في مَدائِني
على جَنباتِ النيلِ
ترَبعْ
وأرخَى سُدولهُ
أنتَ مَن أنتْ
أنتَ وطنُ شَاسع شُسُوع الكونْ
فَضاءٌ فَسيحْ
قَاموسٌ نَنهلُ مِنهُ الدُرَرْ
خُلقٌ عَظيمْ
صَاحبُ فِكرٍ لا تَهمه أوزان الشِّعر
ضَوء متوهج
يطلُ كَبَدرٍ فُجائي
ضيئُ قصائدَ الشِّعر والقَوافي
يا ابن العَرب يَا مجداً
يا وطناً …
في ذَاكرتي
تُعطي ولا تَنظر المُقَابِلْ
أنَرت فِكرِي
وتَفتَحتْ بَصِيرتِي على الحَياةْ
طَرزت كَلماتي بِخيوطِ الحَرير
ألبستها عِقداً من الؤلؤ
صَنعت لي قَارباً
أُبحِرِ فِيهِ عَبر المُحِيطاتْ
أُعَانقُ الأمواجَ العَاتية فَتهدأ ..
وأمضي لطَريقِ النُور
قَاربٌ لا يخافُ الغَرقْ
أطلقتَ أشرِعتي للرِيح
كي أصِلَ اليكَ عَبر البِحار
أتَخَطى الحُدود والحَواجز
بِحُريهٍ دُون قُيود
أنتَ من أنتْ
شَمسٌ لا تَغيب
طَوق من الفُل عَلى صَدري
قِلادةَ عِز وَجَاهْ
رجلٌ يُجيد طَريقتُه بالحياة
لا يَعرف المَلل
كَتعاقبِ النَهار والليلْ
والبَحرُ والمَدُّ والجَزرْ
هوَ وطن مُتعددِ الأبعَاد
شَجرة سِنديانْ
دِفء للشتاء
وعَلى عَيني نَما
غصنَ رَيْحَانْ
وفي قلبي زَهْرَةً
تفتحت بُرعُمَاً
هوَ شفاء كَنسيمِ الفَجر
سَحَابةَ تُمطرُ في أرضي
هو مطرٌ, مطرٌ
يَعِيدُنِي كُلما ارتَحَلتْ
هو الإنسان
وطُنٌ لا يُبْلَى