المدني الذي لولاه ما قامت حرب أكتوبر …
كتب / خطاب معوض خطاب
د.م.محمود يوسف سعادة …
من أبطال مصر و لا يعرفه أحد …
سمعنا و قرأنا عن الكثيرين من أبطال حرب السادس من أكتوبر (العاشر من رمضان) العسكريين لكن هناك من المدنيين من كان لهم دور فى الحرب لا يقل دورهم عن العسكريين شيئا فقد كانت مصر كلها منصهرة في بوتقة واحدة و كان هدفها واحدا لأن عدوها كان واحدا و معروفا ، من هؤلاء الأبطال بطلنا دكتور مهندس محمود يوسف سعادة الأستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث و نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى و التكنولوجيا و مدير مكتب براءة الإختراع فى التسعينيات و الأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث (الحائز على جائزة الدولة التشجيعية و وسام العلوم و الفنون) هذا البطل كان من أبطال حرب أكتوبر المجهولين و لولاه ما قامت هذه الحرب .
في عام 1972م قام الرئيس السادات بطرد الخبراء السوفييت من مصر و كرد فعل على ما قام به الرئيس السادات قام الإتحاد السوفييتي بالمماطلة في إرسال السلاح و قطع غيار الأسلحة التي كانت تطلبها مصر منهم و كان الزيت المستخدم في تموين صواريخ الدفاع الجوى من بين الأشياء التي امتنع السوفييت عن تصديره لمصر و كان معنى عدم وجود هذا الوقود عدم إستعمال صواريخ الدفاع الجوى في المعركة المنتظرة و بالتالي عدم وجود سلاح الدفاع الجوي مما يؤدي لعدم قيام مصر بشن الحرب لإسترداد أرضها المحتلة .
لجأ المشير محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي وقتها للدكتور مهندس محمود يوسف سعادة الذي قام بفحص وقود الصواريخ المنتهي الصلاحية و نجح بعد الدراسة و البحث في إستخلاص 240 لتر صالحة للإستعمال و تم إستيراد عينة من الوقود من إحدى الدول قام د.م. سعادة بفك شفرتها و معرفة نسب مكوناتها و إستيراد هذه المكونات من الخارج و نجح الخبراء المدنيين والعسكريين تحت إشرافه في إنتاج 45 طن من وقود الصواريخ و هكذا نجح د.م. محمود يوسف سلامة في إنتاج الوقود المصري للصواريخ فكان أحد أهم أسباب نجاح سلاح الدفاع الجوي الذي نجح في تدمير 326 طائرة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر .
و من عجائب القدر التي لا تحدث إلا في مصر أن الإعلام لم يركز على بطل مصري مثل د.سعادة فجهله الناس و لم يسمع به أحد و لكن الأعجب هو ما حدث في سنة 2010م يوم أن صدم الكابتن عصام الحضري لاعب الكرة بسيارته سيارة أحد الأشخاص فأصابها و مع أن شهود العيان جميعا أقروا بخطأ لاعب الكرة يومها إلا أن الجميع تدخلوا لتخليص نجم الكرة من المأزق باعتباره نجم مصر الكبير و بطل مصر الذي ساهم في انتصارها و إحراز كأس الأمم الإفريقية لمصر ، طيب الجميع خاطر الرجل الذىي أصيبت سيارته في الحادث و طالبوه بعدم تصعيد الموقف (ده الكابتن عصام الحضري بطل مصر يا أستاذ !!! ده اللي جاب لنا الكاس!!!) و لم يعلم أحد منهم وقتها أن الرجل الذي أصيبت سيارته في الحادث هو دكتور مهندس محمود يوسف سلامة الذي توفي بعدها بعدة أشهر رحمه الله تعالى .
المصادر :
كتاب جند من السماء تأليف لواء طيار أ.ح محمد زكى عكاشة .
جريدة الوفد 17 مارس 2015م .
جريدة الأهرام العدد 46396 .
موقع المجموعة 733 مؤرخين .