يحدثنا . الشيخ عبد الرحمن أمين
(١٨)
سلام عليكم،،
نتحدث اليوم عند أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو سيدنا سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي، أبوه زيد بن عمرو أحد الحنفاء الذين تركوا عبادة الأوثان في الجاهلية وقد خرج إلى الشام باحثا عن الحقيقة وقابل الأحبار والرهبان من اليهود والنصارى فلم يعجبه ما عندهم فرجع إلى مكة وقال: “اللهم إني على ملة إبراهيم.” وكان ينقم على قريش عبادة الأصنام
ويقول: “يا معشر قريش ليس منكم أحد على ملة إبراهيم غيري.” وقد سأل ابنه سعيد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن مصيره فأخبره أنه من أهل النجاة يوم القيامة ودعا له فقال: “استغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.” وسعيد بن زيد هو ابن عم عمر بن الخطاب أيضا، وأمه فاطمة بنت نعجة الخزاعية، وقد تزوج من فاطمة بنت الخطاب اخت عمر الفاروق وأسلمت معه وكانا سببا في إسلام عمر وقصة قراءتهم لسورة طه مشهورة..
يعد سيدنا سعيد بن زيد من السابقين الأولين فقد أسلم قبل الدخول في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله إلا غزوة بدر فلم يحضر القتال لأنه كان في مهمة استخباراتية حيث أمره رسول الله بتحري عير قريش وتحسس أخبار القافلة، وقد شارك في فتح دمشق وهو أول من تولى حكمها من المسلمين..
كان سيدنا سعيد مستجاب الدعوة، وقد ادعت عليه أروى بنت أويس أنه غصب شيئا من أرضها وأشاعت ذلك بين الناس إمعانا في التشنيع عليه ورفعت أمرها إلى مروان بن الحكم الوالي الأموي على المدينة، فقال له سعيد: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله يقول: “من غصب شبر أرض طوقه الله به سبع أراضين يوم القيامة.”
ولكنه لم تكن معه بينة فدعا عليها بقوله: اللهم قد زعمت أني ظلمتها فإن كانت ظالمة فأعم بصرها وألقها في بئرها الذي تنازعني فيه وأظهر من حقي نورا يبين للمسلمين أني لم أظلمها. ففاض وادي العقيق في المدينة بالمياه وحدث سيل عرم أظهر وكشف عن الحد الذي اختلفا فيه فظهر للناس صدقه، وأصيبت أروى بالعمى فبينما هي تطوف في أرضها سقطت في بئرها فماتت وكان قبرها..
توفي رضي الله عنه سنة ٥١ هجرية وغسله وصلى عليه سعد بن أبي وقاص ودفن بالمدينة المنورة.