أخبار وفنعام

سعد اليتيم


كتب . صلاح هدايت 

احد اعمال اديبنا الراحل الحاصل على جائزة نوبل للادب نجيب محفوظ , فقد استطاع بأسلوبه الادبى تحويل قصة فاضل و ابنه سعد و بدران اخيه الى رواية حدثت فى عصر ولاد البلد و الحارة الحرافيش

فتعود بذرة هذة القصة بالحوارى الى نهاية عصر الاخشيدين و بداية حكم الفاطميين و لكن لابد من وجود اصول لهذا الامر بالطبقة الشعبية المصرية فلما لا ان تكون قصة اوزير و ست و حور , فاوزير اصبح فاضل و ست اصبح بدران و حور اصبح سعد و ايزا اصبحت شامة .

لما لا فكما كان فاضل هو المحبوب و المحسن صاحب اعمال الخير فقد كان كذلك اوزير فهو من علم المصريين الزراعة و الخير و النماء 

وكان ست هو الاكثر شراسة فهو العسكرى و الشرس كما كان بدران القائد العسكرى و الفتوة عند نجيب محفوظ اما شامة فهى التى حافظت على ولدها سعد من بطش عمه بدران و تربيته لاخذ ثأر والده كما فعلت ايزا عندما حافظت على ولده حور من عمه و تعليمه فنون القتال .



فتقوم القصة المصرية القديمة على دراما قتل صاحب الحق و محاولة التخلص من وريثه و كذلك نضال الابن حور لاخذ حق والده و حقه كوريث للعرش 

, فقد كان اوزير المحبوب من قبل التاسوع و من قبل المصريين فهو مساعدهم فى النماء و لكن حتى الان يظل الصراع الابدى بين الخير و الشر , فهل الاصلح لجماعة الفلاحين وجود قائد قوى يحميهم ست ام اطعام الشعب و ملء مخازن الحبوب اوزيروهنا تمحور دور ايزا في 3 نقاط :

 تقديم صورة للمرأة الوفية المخلصة المصرية .

 تصوير العقيدة المصرية و كيف انها تحمل في حور من (الكا) الخاصة باوزير ان الارض الخصبة هى كالمرأة التى تنجب الوريث .

و ظلت هذة القصة اسطورة يحملها المصري بين طياته و موروثة الثقافى الشعبي كما قامت ايزا بالتوجه الى التاسوع و الى مجمع الالهة ليحكموا فيما فعله ست بزوجها و مساعدة ابنها للاخذ بثار ابيه و استرداد ماك ابيه

هكذا قامت زوجة فاضل شامةعندما وجدت ان الخلافة فى بغداد تترنح و يظهر عليها بوادر السقوط و تفشى الفساد و الضعف بها كان عليها التوجه الى المغرب حيث كان هناك رجل يدعى المهدى لقب فيما بعد بالمعز , فروت له ما حدث و لكنه تزوج منها و ساعدها فيما بعد 



و لكن ست اصبح بدران الحاكم و القاضى عبد الحكم و الفهيدى القائد العسكرى و ام جابر الساحرة) فقد استطاع المصرى الشعبى ان يقوم بذكر دور السحر الذى اهتم به الفاطميين عند دخول مصر و اذا كانت ايزا دربت حور على القتال 

ولكن سعد عاش وسط ابناء الصيادين ثم وسط ابناء الامراء و الدراويش , فقد نسج الشعب المصرى طموحاته فى الراجل المثالى فى سعد فقام سعد الذى استطاع في النهاية بأخذ حق والده من عمه بدران و معاونيه عملا بالمثل الشعبي تمسكن حتى تتمكن و ايضا بمساعدة المعز كما نسجها يعقوب ابن كلس .



و هنا استحضر المصرى روح حور و تشبيه سعد اليتيم به و اصبح سعد رمز يتم استحضار كلما حدث حالة مثل هذة الحالات و ضياع الحق فأصبحت هذة القصة مثل الكبسولة التى يضغط عليها المصرى لاستحضار الروح , حتى نسجها نجيب محفوظ فى روايته سعد اليتيم فهو بطل الحارة و زعيم الحرافيش و المساكين  .  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock