كتب . ابو العلا خليل
قبة وزاوية ابوجعفر الطحاوى بشارع الأمام الليث بقرافة الأمام الشافعى “آثر رقم384” … هو الفقيه المحدث الحافظ علم الأعلام وشيخ الأسلام ابوجعفر احمد بن محمد بن سلامة الأزدى الطحاوى الفقيه الحنفى الذى آلت اليه رئاسة مذهب الحنفية فى مصر . ولد ابوجعفر الطحاوى سة 238هـ بمدينة طحا بلدة بصعيد مصر –مركز سمالوط محافظة المنوفية –
وكان فى اول أمره شافعي المذهب وكان يجلس لتلقى العلم على يد خاله المزنى صاحب الأمام الشافعى فقال له يوما حين أظهر بلادة وعدم فهم : قم والله لاأفلحت ولاجاء منك .
. فغضب الطحاوى من ذلك وانتقل الى شيخ آخر هو ابوجعفر بن ابى عمران الحنفى وطلب العلم على يديه تاركا مذهب خاله الشافعى الى المذهب الحنفى ، فلما صار رأسا فيه وعلم من اعلامه كان دائم الترحم على خاله المزنى ويقول : رحم الله خالى اباابراهيم –يقصد المزنى – لوكان حيا لكفر عن يمينه ،ذلك لأنه قال له فيما مضى:والله لاافلحت ولاجاء منك .
صنف الطحاوى الكثير من الكتب الفقهية الهامة أشهرها كتابه “العقيدةالطحاوية”المسمى ببيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة الحنفية ومايعتقدون به من اصول الدين ويدينون به رب العالمين . ومن مصنفاته الشهيرة أحكام القرآن وأختلاف العلماء ومعانى الآثار والشروط والتاريخ الكبير . وكان يلبس الصوف على جلده فقال له بعض تلامذته : ياأمام لم لاتلبس ثيابا فاخرة ؟ فقال : يابنى هذا كثير فيمن يموت .
توفى الطحاوى سنة 321هـ ودفن بالزاوية التى كان ينقطع فيها للعبادة وكانت فى الأصل تربة قديمة لبنى الأشعث وهم جماعة من التابعين منهم من شهد فتح مصر مع جيش عمرو بن العاص سنة 20هـ .
يذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية (هذه الزاوية بالقرب من الأمام الشافعى رضى الله عنه بناؤها بالحجر وبها ضريح الأمام الطحاوى تجاهه قطعة رخام مكتوب عليها “هذا ضريح سيدنا ومولانا العالم العلامة ابى جعفر الطحاوى احمد بن محمد بن سلامة بن عبدالملك بن سليمان رضى الله عنه
ولد فى سنة تسع وعشرين ومائتين وتوفى فى ذى القعدة سنة احدى وعشرين وثلثمائة “)وفى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة يذكر شمس الدين بن الزيات (وقبر ابوجعفر الطحاوى هو القبر الحوض الحجر الذى فى وسط المقبرة).
وقد اعيد بناء زاوية ابوجعفر الطحاوى فى العصر العثمانى فى عهد الوالى حمزة باشا عام 1098هـ/1686م “ورتب قراء يقرأون على ضريحه واجرى عليهم صدقات جارية له ثوابها “. ويتقدم قبة ابوجعفر الطحاوى فناء مكشوف به مجموعة من المقابر معظمهم لعائلة بنى اشعث
وهم الذين شهدوا فتح مصر مع جيش عمرو بن العاص . وعلى يمين الداخل لتربة ابوجعفر الطحاوى تركيبة حجرية للوالى العثمانى على باشا الأزمرلى المعروف بعلى باشا المظلوم كونه قتل ظلما دونما جريرة منه او ذنبا . عانى على باشا من تشاحن الأمراء وبذل الآمرين فى التقريب بينهم وكان فى ذلك الأمر هلاكه حيث اتهمه الأمراء عند السلطان العثمانى بأنه يسعى للأستقلال بملك مصر فعزله السلطان وارسل الوالى الجديد رجب باشا
يذكر ميخائيل شاروبيم فى الكافى (فلما استقر برجب باشا المقام احضر على باشا بين يديه وامر بذبحه ذبح الشاه واجتزوا رأسه وسلخوها وبعث بها الى دار السلطنة ومات على باشا شهيد الزور والأفتراء ودفن بمقام ابى جعفر الطحاوى بالقرافة فى ثالث عشر ربيع الأول سنة 1133هـ/1721م ويعرف قبره بين الناس بقبر على باشا المظلوم ).