شعر وحكاياتعام
القيود
بقلم شيرين الرشيدى
القيود ثقيله جدا …حول عنقها طوق حديدى ثقيل به سلاسل من حديد ينتهى بكره ضخمة من فولاذ ثقيل …صنعها هو ووضعها حول رقبتها ..اعوام ..واعوام وهى تحمل هذا العبئ فوق كاهلها… لم تكن تشعر به لانها كانت تحبه…نعم احبت الاسر …احبت تلك الغرفة المظلمه والاطواق الحديديه …لانه كان ..سجان لها…نعم احبت السجن من اجله…حتى انها ادمنت عبق الاقفال الموصده عليها منذ سنين …حتى ان السلاسل والاطواق الحديديه اصبحت جزء منها ..تشعر بها ..تشعر انهاجزء منها …لا لم تمل الاسر…ولم تمل الظلام لقد تعودت عليهما…حتى ارتبطت روحها بهما ….وعندما فتح لها الابواب الموصدة لم تخرج رفضت الخروج لان الحجره المظلمه كانت عالمها …لقد تعودت عليها..حتى انها تشبثت بالقضبان الحديديه …لا لا ..لاتخرجونى لا اريد الخروج…الان يطرد السجان الاسير …اخرج من هنا لم تعد ظلمات السجن تريدك بعد الان …لقد لفظك السجن …تحرررى اخرجى للهواء ..تنفسى تحت السماء…تصرخ لا… لا ارجوكم ارحمونى لا تخرجونى من عالمى اين سلاسى الحديديه لم اعد اشعر بيدى انها اصبحت جزء من جسدى …اشعر كانكم بترتم جزء منى لما نزعتوها عنى …لا… لااريد الخروج من الاسر …لقد تعودت روحى عليها…يصرخ السجان ،…اخرجى اخرجى لم يعد لكى مكان هنا..تبكى تنهار…ترتعش اناملها …يحملها الحراس يلقو بها الى الخارج…لاتعرف اين ستذهب ترتعش ..فجاء تمطر السماء .تتساقط حبات المطر كى تلمس وجهها الباهت الشاحب …لاول مره تشعر بشئ يلامس وجهها وكأنها تكتشفه لاول مره…تنظر للسماء السماء لها لون ازرق هادئ ..تحتضن سحابات بيضاء وكانهما فى حاله حب فريده من نوعها ،…تسمع صوت همسات المطر يلامس الارض ..لليفوح من الارض عطر فريد وكان المطر..وجد مأواه…ترفع عينيها لاعلى …قوس قزح فى السماء….تستنشق زفير الارض التى تنفست المطر ….تكتشف اللون الاخضر…واللون الازرق والاحمر…تكتشف الالوان هناك الوان غير الاسود والرمادى
تبتسم…تكتشف العالم ..تسجد لله شكرا
قد نحب اشياء ونتعلق باشياء …ونظن انها الحياه …وعندما نتحرر منها ..نعرف ان الله قد غير اقدارنا لينقذنا من السواد الذى كنا غارقين فيه ..الى النور
قل الحمد الله