عاممقالات

حكاية الآنسة حنفي مع جليل الأدب

 حكاية الآنسة حنفي مع جليل الأدب …

كتب / خطاب معوض خطاب
المبدع جليل البنداري …
الصحفي و الناقد و المؤلف و الشاعر الذي يجهله الكثيرون …
في أوائل يوليو 1954م عرض الفيلم السينمائي (الآنسة حنفي) الذي قام ببطولته إسماعيل ياسين و ماجدة و زينات صدقي و عبد الفتاح القصري و عمر الحريري و سليمان نجيب و رياض القصبجي و أخرجه فطين عبد الوهاب و كتب قصته الصحفي و الشاعر الكبير (جليل البنداري) الذي استوحى قصة الفيلم من قصة حقيقية لكن عكس أحداث الفيلم حيث أشار الصديق الأستاذ أيمن عثمان صاحب صفحة تراث مصري أن القصة الحقيقية حدثت في الأربعينيات حين قامت (فاطمة إبراهيم داوود) ابنة قرية ميت يعيش مركز ميت غمر دقهلية بإجراء عمللية جراحية تحولت على إثرها إلى شاب حمل اسم (علي) .
الغريب أن مؤلف و منتج الفيلم جليل البنداري رفعت عليه قضية حيث قام الكابتن (حنفي بسطان) لاعب الكرة و (حنفي محمود) صاحب دور العرض بالسويس بالإضافة إلى صاحب محلات (محمد و حنفي) برفع قضية يطالبون فيها بتغيير اسم الفيلم و صرف تعويض مناسب لهم عن الإحراج الذي حدث لهم من جراء هذا الفيلم حسب ما نشر في الصحف وقتها .
و جليل البنداري الصحفى و الناقد الفني و مؤلف الأغاني المعروف متعدد المواهب ربما يجهل البعض اسمه بل ربما يجهل الكثيرون صورته هذا الرجل يمثل حالة عجيبة و غريبة في تاريخ الصحافة و الفن المصري فأعماله خالدة تعيش حتى يومنا هذا الكل يعلمها و يحفظها لكن من النادر أن يعرف أحد أن مؤلفها اسمه جليل البنداري فهو مؤلف أغانى (يا دبلة الخطوبة و سوق على مهلك و يا سارق من عيني النوم) لشادية و مؤلف أغنية (يا تاكسي الغرام) لعبدالعزيز محمود و هدى سلطان كما كتب أغنية (منايا في قربك أشوفك سعيد) لليلى مراد و كتب أغنية (تمرحنة) التي غنتها فايزة أحمد .
جليل البندارى هو صانع شهرة و نجومية إسماعيل ياسين فهو مؤلف و منتج فيلم الآنسة حنفي الذي نقل إسماعيل ياسين من حال إلى حال كما كتب فيلم العتبة الخضراء و لوعة الحب و غيرهما و كتب مسرحية تمرحنة و أوبريت وداد الغازية بطولة هدى سلطان و عادل أدهم كما كان كان يحرر باب (أنا و النجوم) في جريدة الأخبار و كان أحد أضلاع المثلث الذي تقوم الأخبار على أكتافهم مع التوأم علي و مصطفى أمين كما كتب عدة كتب عن حياة النجوم منها (جسر التنهدات عن عبدالحليم حافظ و فتى النساء المدلل عن محمد عبدالوهاب و معبد الحب عن أم كلثوم) .
وصفه الكاتب الكبير أحمد رجب بأنه (جحا القرن العشرين) و البنداري هو من أطلق لقب العندليب على عبدالحليم حافظ و أطلق لقب قارورة العسل على الفنانة ليلى طاهر و لقب قطعة المارون جلاسيه على الفنانة لبنى عبدالعزيز و لقب موجة قصيرة على الفنانة نجاة و هو من أطلق على أغنية أنت عمري (لقاء السحاب) .
كتب يوما في جريدة الأخبار بأن أمه قالت له يوما (كان نفسي أشوفك نجار أو ميكانيكي أو حداد و لا تكون صحفي تنقل أخبار الناس و تجيب في سيرتهم ، فقد كان مشهورا بالنقد اللاذع في كتاباته الذي يصل أحيانا لطول اللسان و كان جميع الفنانين يحبونه و يخشون طول لسانه و نقده اللاذع و سأله بعضهم أنت تصفنا بأوصاف تلتصق بنا و أحيانا تتهكم علينا فلو أردنا أن نصفك ماذا نقول ! ؟ قال لهم قولوا عني (جليل الأدب و بنداري عليه) !!! ولد جليل البنداري في 21 ديسمبر 1917م و بدأ حياته موظفا بمصلحة التليفونات قبل أن يستقيل و يعمل صحفيا و ناقدا فنيا بجريدة الأخبار و مجلة آخر ساعة و كانت وفاته فى 29 نوفمبر 1968م عن عمر يناهز 51 عاما .
المصادر :

كتاب موسوعة 1000 شخصية مصرية (لمعي المطيعي) .

جريدة المصري اليوم 27 يوليو 2015م .

جريدة الأيام البحرينية العدد 9553 .

جريدة الأهرام العدد 47128 .

بوابة أخبار اليوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock