كتبت: بنازير مجدي
توجد في حياة كل إنسان لحظة حاسمة فارقة، لحظة حقا يحسم فيها القول، وكثيرا ما تختلف تلك اللحظات، فقد تأتي تلك اللحظة بمرض يصيب الإنسان لا يقوي علي الشفاء منه، وقد تأتي بمرض أحد الأفراد المفضلين في حياة الفرد، أو بموت وفقدان شخص عزيز عليك، أو بإنفصالنا عن بعض العلاقات وتدميرها، وغالبا ما يشعر فيها المرء بالوحدة والألم وعدم القدرة علي مواجهة الحياة، فتأتي تلك اللحظات وكأنها تشير إليه نقطة النهاية.
ولكنها كما تشير تلك اللحظة التي تنبع من الألم، فنجد أنها تشير أيضا إلي إحدي الإختبارات التي يمر بها الإنسان في الحياة، والتي يقرر علي أساسها ما يفعله، فهناك من تتملكه تلك اللحظات ليخضع لها ويقع معها، ليدخل في نوبات حزن شديدة ربما تصل به حقا إلي النهاية دون أن يستطيع فعل شيء فقد تمكنت منه منذ البداية.
ولكننا نجد أيضا أن هناك من يتخذ تلك اللحظات بداية لصراع جديد مع الحياة، ولابد له من مواجهتها والإنتصار به، فحقا قد يصاب في بداية الأمر بالحزن والشعور بالألم والوحدة والسقوط، ولكنه سرعان ما يستيقظ من نوباته المؤلمة لتصل به إليه أعلي درجات النجاح، وحينما يستطيع الوقوف مجددا تعود له الحياة من جديد وتهبه أفضل ما لديها، بل وكثيرا ما تأتي له بكل ما خسره خلال رحلته، ويكتشف حينها أن تلك اللحظة التي مر بها في حياته وكادت أن تدمره أصبحت حقا لها الكثير من الفضل في الوصول إليها النجاح.
ونومن نحن أيضا أنه ما من قصة نجاح إلا وقد تلمست بداخل صاحبها لحظات من الألم، إستمد منها الحياة.
وفلا تكن ممن تغلبت عليهم ألامهم، فلم يحققوا أمالهم، وأعلم أن لهذا الطريق الطويل نهاية يوما أن وهذا الألم سيزول حتما.