كتب / خطاب معوض خطاب
أنا شجيع السيما أبو شنب بريما …
الشنب في السينما زمان علامة و رمز الرجولة …
قبل القراءة …
جاء في معجم المعاني و في المعجم الوسيط أن (الشنب) هو جمال الثغر و صفاء الأسنان و جمالها أي جمال الفم و صفاء الأسنان لكنه يطلق حديثا على (الشارب) و هو ما ينبت على الشفة العليا من الشعر .
في فيلم (30 يوم في السجن) يقوم مدحت الشماشيري بإشعال سيجارة محروس بك النجعاوي بن جابر النجعاوي كبير النجعاوية و بدلا من إشعال السيجارة يحرق شارب (شنب) النجعاوي الصغير الذي يقول له في غضب (أنا قلت لك ولعلي مش ولعني) بعدها جاء الشيخ جابر النجعاوي الكبير و معه المتر خفاجة خفاجة المحامي ليطلب تعويضا عن الشارب (الشنب) المحروق وقتها المتر خفاجة خفاجة قال عن حرق شنب محروس النجعاوي : جريمة شنعاء جريمة بشعة يشيب لها الوليد في بطن أمه جريمة تقول لجرايم ريا و سكينة قوموا و أنا أقعد مطرحكم كما قال : أفقد موكلي هيبته النجعاوية مما دفع مجلس النجع للإجتماع و إعلان الحرب عليكم و فى المحكمة قال المتر خفاجة خفاجة : يا حضرات القضاة إن إحتراق شنب موكلي لا يقل في أهميته التاريخية عن إحتراق روما ، إن موكلى قد ربى شنبه فأحسن تربيته و أدبه فأحسن تأديبه طوال 40 عاما .
هذا الفيلم الكوميدي الذي يدور حول حرق الشارب (الشنب) و كيف أنه يفقد الرجل هيبته و فعلا في وقت من الأوقات كان الشنب أو الشارب هو علامة و عنوان الرجولة في مصر و رمز الشرف و لا تجوز حلاقته لدرجة أن الرجل كان يحلف و يقسم قائلا : (أحلق شنبي لو ده حصل) و كان الفتوة يتحدى أقرانه قائلا (أكبر شنب فيكو يوريني نفسه) دلالة على قوته و رجولته و لا ننسى كلام ضلاح جاهين في الليلة الكبيرة :
أنا شجيع السيما
أبو شنب بريما
أول ما أقول هيلا هوب
و اصرخ لي صرخة
السبع يتكهرب
و يبقى فرخة
حينما أراد البوليس إذلال محمد أبو سويلم بعد القبض عليه في فيلم الأرض حلقوا له شاربيه (شنبه) لدرجة أنه بكى و هم يحلقوه له و بعدها اختفى عن الأنظار و لم يخرج من بيته لإحساسه بالإنكسار و العار و الذل و المهانة و إذا التقى أحدا غطى وجهه ليداري (شنبه الحليق) و في فيلم (ياسمين) أرادت البنت الصغيرة (ياسمين) أن تقبل جدها الباشا و هو نائم لكن (شنبه) أعاقها فأحضرتت المقص و قصت له (شنبه) و قبلته و حينما استيقظ من نومه ثار من أجل (شنبه) المقصوص لكنه بكل حنان و عاطفة ابتسم حينما علم أن (ياسمين) حفيدته هي من فعلت ذلك .
بعض الأفلام عرضت حلق (الشنب) بطريقة كوميدية مثل حلق إسماعيل ياسين لنصف (شنب) عبدالفتاح القصري في فيلم ليلة الدخلة و مثل ظهور الفنان حسن أتلة صاحب مقولة (سي لطفي أنا عندي شعرة ساعه تروح و ساعة تيجي) بنصف (شنب) في أكثر من فيلم كما ظهرت بعض الفنانات بشنبات في العديد من الأفلام مثل سعاد حسني و نادية لطفي في فيلم (للرجال فقط) حينما انتحلتا شخصية مهندسين و اشتغلتا في الصحراء وسط زملائهما الرجال و من المشاهد المحفورة بالذاكرة مشهد ذوبان (شنب) و ذقن عبدالحليم حافظ في فيلم (شارع الحب) فهو من المشاهد التي لا تنسى في تاريخ السينما المصرية كما لا ننسى كلمة الفنان عادل إمام في فيلم (النوم في العسل) حين قال (حلوان انضربت) حيث تم استخدام الشارب (الشنب) و سقوطه بعد أن كان شامخا تحت أنف الساعي في الفيلم كناية على انكسار الرجل و عدم قدرته .
المصادر :
مقال محمد محمد مستجاب في مجلة العربي أغسطس 2012م .
مقال إيهاب التركي في جريدة التحرير 27 مارس 2015م .
معجم المعاني الجامع و المعجم الوسيط .
موقع السينما . كوم .