عاممقالات

وصف بأنه الكاتب الذي أدب التاريخ …


كتب / خطاب معوض خطاب

محمد صبيح …
المؤرخ الأديب المفكر المناضل الكاتب الصحفي …

هو رجل قلما يجود الزمان بمثله و للأسف الشديد ربما يجهله البعض منا و ربما يخلط البعض الآخر بينه و بين الممثل محمد صبيح كما فعلت الكثير من المواقع الإلكترونية حينما نسبت تأليف قصة فيلم (فتح مصر) للممثل محمد صبيح بينما هو في حقيقة الأمر مأخوذ من كتاب (فتوح مصر و أخبارها) للكاتب و المؤرخ و المفكر الكبير الأستاذ محمد صبيح .

في الصحافة هو أستاذ الأساتذة و معلم أجيال من الصحفيين اللامعين أصحاب الشهرة الكبيرة في عالم الصحافة فمن تلاميذه الأساتذة (أنيس منصور و جميل عارف و حمدي فؤاد و عدلي جلال و غيرهم) و وصف بأنه (سيد قلمه) و (صاحب قاعدة إطلاق الصواريخ الصحفية) فقد كتب في جريدة الصرخة و الأسبوع و الأساس و المجلة الزراعية و التعاون التي أصدر معها العديد من الملاحق المتخصصة كما كتب في صحف دار أخبار اليوم .

و في التاريخ هو يعد أحد المؤرخين المخلصين و من أصحاب العبارات السهلة الموجزة المعبرة و له العديد من الكتب المؤلفة و المحققة في التاريخ و خصوصا التاريخ الإسلامي ليس لها مثيل و الغريب أن هذه الكتب مع شهرتها لا يذكر اسم مبدعها أو محققها مثل (كفاح شعب مصر في القرنين التاسع عشر و العشرين) و (المعتدون اليهود من أيام موسى إلى أيام ديان) و (كنت في السودان) و (طريق الحرية) كما أصدر العديد من الكتب و التراجم تحت عنوان (كتاب الشهر) مثل (القرآن و محمد عليه السلام و أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و قواعد الإسلام الخمس و صلاح الدين الأيوبي و عزيز المصري و عصره و موسوليني و طارق بن زياد) و كتب للأطفال قصصا من الأساطير العربية صدرت تحت اسم (يحكى أن) كما حقق كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) .

قبل ثورة يوليو بسنوات كان الأستاذ محمد صبيح سكرتيرا لحزب مصر الفتاة و من كبار الصحفيين الذين يكتبون في جرائدها عندما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عضوا بهذا الحزب بدائرة باب الشعرية و عرف محمد صبيح بنضاله عبر كتاباته حيث لم يكن يهاب شيئا أو يخشى شيئا و بسبب كتاباته الجريئه و مهاجمته للإحتلال الإنجليزي و القصر تم تقديمه للمحاكمة حوالي 30 مرة و تم اعتقاله 10 مرات و قد أخفى محمد صبيح الرئيس السادات مرة في شقته بالعباسية حينما كان مطاردا من البوليس السياسي حيث تعرف عليه في المعتقل (كانا معتقلين معا في أحد المعتقلات) .

محمد صبيح عمل كمحاضر في كلية آداب القاهرة قسم الصحافة قبل انشاء كلية الإعلام كما عمل محاضرا في معهد التعاون و هو منشئ و مؤسس المجلة الزراعية و مؤسسة التعاون حيث كان رئيسا لتحرير المجلة الزراعية و التعاون الزراعي و تعاون الطلبة و الرياضي في فترة الستينيات و بجهده الفردي استطاع أن يحقق ما عجزت عن تحقيقه وزارة الإرشاد (الإعلام حاليا) و هيئة الإستعلامات حيث أسس مؤسسة صحفية كبيرة و نشر الثقافة الزراعية بين عامة الشعب وقتها .

بعد انتصار أكتوبر بفترة أصدر محمد صبيح ملحقا مستقلا مع جريدة التعاون حمل اسم (تعاون الحرية) و كان يتصور وقتها أن المناخ العام مهيئا للديمقراطية و حرية الصحافة و رغم امتياز هذا الإصدار الذي وصف بأنه كان مفاجأة صحفية من الصفحة الأولى إلى الأخيرة من حيث نوعية الأخبار و الموضوعات و التحقيقات و المقالات و الدراسات و الكاريكاتير و رغم ترحيب الجمهور بالإصدار الجديد إلا أنه قد صدر قرار بإيقاف هذا الإصدار و بعده بشهور صدر قرار بتغيير رؤساء مجالس إدارات الصحف و إعفاء محمد صبيح من منصبه .

رحم الله الكاتب و المؤرخ و المفكر الكبير محمد صبيح الذي ولد بقنا في 5 ديسمبر 1910م و توفي في 27 أبريل 1983م و عاش رجلا حقيقيا و كاتبا مناضلا من أجل الحرية .

المصادر :
كتاب 75 نجما في بلاط صاحبة الجلالة (فتحي رزق) .
كتاب أنا و بارونات الصحافة (جميل عارف) .
جريدة القاهرة 4 مايو 2010م .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock