كتب / خطاب معوض خطاب
وسع وسع وسع …
أنا ازق الطارة و اضرب 100 بمبة …
دانا الاسطى عمارة من درب شكمبة …
سويقة اللالا و درب شكمبة …
من مسكن الباشاوات و الأمراء إلى ظلال النسيان …
أوبريت الليلة الكبيرة الذي كتبه صلاح جاهين و لحنه سيد مكاوي و أخرجه صلاح السقا 1961م لمسرح العرائس يعد أشهر ما قدمه مسرح العرائس في مصر حيث يصف المولد يشكل رائع و ممتع و مفصل لكل ما كان موجودا بالموالد من أحداث و ألعاب و شخصيات اندثرت أو كادت تندثر مثل الأراجوز و بائع الحمص و بائع البخت و راقصة المولد و المصوراتي الجوال و القهوجي و العمدة و غيرهم و الموالد قديما كانت ساحة لعرض جميع الفنون و فرصة للقاء الناس و تواصلهم قبل اختراع التليفزيون و قبل مواقع التواصل الإجتماعي .
و من أبرز الشخصيات التي تعرض لها الأوبريت شخصية الأسطى عمارة من درب شكمبة :
ورينا القوة
يابني انت و هو
مين عنده مروة
و عاملي فتوة
يقدر بقدارة
على زق الطارة
و يفرقع بمبة
وسع وسع وسع
أنا ازق الطارة
و اضرب 100 بمبة
دانا الاسطى عمارة
من درب شكمبة
صيتي من القلعة
لسويقة اللالا
أنا واخد السمعة
طب يالا تعالى
لا يا عم سعيدة
دي البدلة جديدة …
في هذه الجزئية من الأوبريت ذكر صلاح جاهين اسم (درب شكمبة) و (سويقة اللالا) و هما موجودان بمنطقة السيدة زينب حيث كانت سويقة اللالا مكانا لسكن الباشاوات و الأمراء قديما منذ مئات السنين و كان يوجد بها العديد من القصور و المساجد و الحمامات و الأسبلة و الزوايا التي اندثر معظمها مع الزمن و تنسب سويقة اللالا للسيدة (صفية اللالا) التي كانت تعمل مربية لأولاد السلاطين و الأمراء و كان يسكنها العديد من الأمراء و علية القوم كما ذكر علي باشا مبارك في (الخطط التوفيقية) و منهم إبراهيم باشا أدهم صاحب الفضل الكبير في النهوض بالمدفعية المصرية و تأسيس ترسانة القلعة لصناعة الأسلحة و المدافع و منهم العالم اللغوي مرتضى الزبيدي صاحب كتاب (تاج العروس من جواهر القاموس) .
و يوجد بسويقة اللالا أيضا بقايا بيت و مسجد داوود باشا الذي تولى ما يوازي وزارة مصر من قبل السلطان العثماني في القرن السادس عشرو هما قريبان من جامع عيسى الكردي الذي أنشئ 1732م و يعرف بجامع (محرم أفندي)و للأسف بسبب عواصف الزمن و تقلباته تهدمت العديد من المنازل الأثرية الموجودة بالحارة و حلت محلها عمارات خراسانية قبيحة أما درب شكمبة فهي حارة صغيرة تقع في شارع السد و تحديدا آخر شارع الحنفي بجوار درب الهياتم و تنتهي بشارع الدرب الجديد .
و مع الشهرة الكبيرة التي تمتعت بها هذه المنطقة قديما إلا أن شهرتها زادت بل دخلت التاريخ الشعبي عبر أوبريت الليلة الكبيرة على لسان الأسطى عمارة الذي يسكن في درب شكمبة الذي ذاع صيته و انتشر من القلعة لسويقة اللا و يزق الطارة و يضرب 100 بمبة .
المصادر :
ريهام عبد الوهاب (دوت مصر) 19 مايو 2015م .
بوابة الوفد الإلكترونية 12 يوليو 2017م .