عاممقالات

عرفان ما أنا ببالغه



للاديب / عميد أركان حرب / رؤوف جنيدى
الى سيدة وجودى ومنبت عودى … الى أحد روافد أنهار الجنة التى امتدت الى الارض تجرى حاملة رحيق الغفران … الى قبس الرحمة الإلهية التى تنزلت علينا من عليائها … الى الثريا التى تدلت من صفحة السماء فأضاءت ايامنا وليالينا … الى أعظم مخلوقات الله وأقربهن الى صفاته … الى ابنة عطاء الله وتجسيد رحمته … الى تمامى واكتمالى … الى من كنت أنظر بعينيها ان لم تكن تسعفنى عيناى على رؤية بعيد يتجهمنى … الى من كنت أسمع بأذنيها ان لم تكن تسعفنى أذناي على ان تسمع خفيا يقلقنى … الى من كنت أكمل نبضاتى بضربات قلبها … الى من كنت أغمض عينيى بجفنيها إن تأرقت جفونى … الى من أطعمتنى يوم ضعف أسنانى . واستندت عليها يوم ضعف سيقانى … الى روضه الله التى تريضت فى محرابها نفسى واحلامى … الى من تعلمت على أصابع كفيها أوليات أرقامى … الى من علمتنى العد … وعرفتنى الحد … ونام قريرا على خدها الخد …….
 
امى الغالية : رحلت عنا وعيوننا اليك ترحل كل يوم . تدور فى أروقة حنانك . تعانق ايامك الجميلة وتهفو الى لمس افنانك . رحلت ورحل معك كل ما كان يستر دنيانا . رحلت وصرنا من بعدك عراة لم تعد تكتنفنا طيات الرحمة ولا لفائف الحنان . رحلت وصرنا من بعدك حفاة تدب اقدامنا دبيبا بهيميا هائما كمن ضاعت من قدميه الطريق . رحلت وصرنا من بعدك بلا مأوى فلا سكن نسكن اليه ولا مودة تطيب المشاعر . 
 
امى الغالية : اليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على سخافات الزمن وحماقاته . اليك أشكو صيفا اشتد لهيبه بعد ان كنت البرد والسلام . وشتاءا اشتد صقيعه بعد ان كنت الدفء والحنان . اليك أشكو أياما تطاردنا بتبجح بعد ان كنا نرتمى منها فى أحضانك بين ذراعين أحدهما يضم والاخر يهشها عنا فتقف بعيدة مطأطئة رأسها خجلا منك وحياءا..
 
أناجيك وكل الامهات وادعو الله : اللهم كما ربطت على قلب ام موسى عليه السلام فاربط على قلوب كل الامهات يوم ان تفرغ الصدور وتختلط عليهن الامور . واجعل اللهم من أزواجهن وابنائهن قرة عين لهن . واجعل من اولادهن حبات مسبحة مباركات يسبحنك عليها حق التسبيح . ويحمدنك عليها حق الحمد . ويكبرنك عليها حق التكبير . واجعل اولادهن تيجانا على رؤوسهن يباهين بهم الخلائق علما وخلقا …
 
كل عام وقلوبكن تحنو واياديكن تعطى .. وكل عام يا أمى وانت طيبة طيب اهل الجنة وعداً بايام الله . وليقينى انك حية فى صدرى فاذا كان جانبى الأيسر قلبه الفؤاد فأنت لى قلبى اليمين .. وهما ما زالا ينبضان . وما الله بحاجب مناجاة ابن لأمه التى يعلم أنها تحيا مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ……..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock