كتب / خطاب معوض خطاب
الفنان رشدي أباظة الملقب بالدونجوان تميز بوسامته الملحوظة لكن لم تكن وسامته في جمال ملامحه و خفة ظله و روحه المنطلقة فحسب إنما كانت تكمن في رجولته المتكاملة من جميع النواحي فكما كان دون جوان كان أيضا جنتل مان و تميز بصفاته النادرة فقد كان رغم نشأته في عائلة أرستقراطية متواضعا بسيطا لذلك كان محبوبا من جميع من اقترب من و عرفه و تعامل معهلدرجة أنه يروى عنه أثناء تصوير أعماله أنه لم يكن يتناول طعامه إلا مع عمال الأستوديو البسطاء و وقت الراحة كان يقضيه في الجلوس و الحديث مع هؤلاء العمال البسطاء .
رشدي أباظة كان رياضيا حيث مارس عددا كبيرا من الرياضات منها كرة القدم التي مارسها أثناء دراسته و الكرة الطائرة و كمال الأجسام و المصارعة و الملاكمة و الجمباز و رفع الأثقال كما كان متميزا في لعب البلياردو الذي كان سببا في دخوله مجال التمثيل حيث شاهده المخرج كمال بركات و هو يلعب البلياردو و رشحه للإشتراك في فيلم المليونيرة الصغيرة 1949م .
أكثر المخرجين تأثيرا على الفنان رشدي أباظة و استفاد من العمل معه هو المخرج عز الدين ذو الفقار حيث أشركه في العديد من الأفلام التي صنعت اسم و شهرة و نجومية رشدي أباظة و منها رد قلبي 1957م و امرأة في الطريق 1958م و الرجل الثاني 1959م الذي كان بمثابة قطع الفنان رشدي أباظة لتذكرة اللحاق بقطار النجومية السريع حيث كانت شخصية عصمت كاظم من أكثر الشخصيات السينمائية التي تركت أثرا في المشاهدين و من أسباب نجومية رشدي أباظة .
الغريب هو ما روي في العديد من المصادر أن الفنان أحمد مظهر كان أول من تم ترشيحه لأداء دور عصمت كاظم لكنه اعتذر عنه نظرا لأنه دور شرير فقام به رشدي أباظة و الأكثر غرابة هو ما جاء أيضا في العديد من المصادر أن المخرج عز الدين ذو الفقار كان مرشحا لإخراج فيلم عن صلاح الدين الأيوبي من إنتاج آسيا و رشح لبطولته رشدي أباظة الذي وقع عقود الفيلم بالفعل و استلم 500 جنيه عربون الفيلم إلا أن إنتاج الفيلم تعثر نظرا لمرض المخرج عز الدين ذو الفقار بمرض خطير و الذي اعتذر لآسيا بدوره عن إخراج الفيلم و رشح لإخراجه المخرج يوسف شاهين و اتفقت معه آسيا بالفعل لكن رشدي أباظة طلب من آسيا الإنتظار و لو لمدة شهر عسى أن يتم شفاء المخرج عز الدين ذو الفقار و أخبرها أنه لن يمثل الفيلم إن لم يخرجه عز الدين ذو الفقار و لكن توفى عز الدين ذو الفقار و تولى يوسف شاهين إخراج الفيلم و استبعد رشدي أباظة من بطولة الفيلم الذي قام ببطولته أحمد مظهر .
لم يحزن رشدي أباظة على ضياع دور مهم في فيلم مهم بقدر حزنه على فقدان المخرج عز الدين ذو الفقار الذي كان يعتبره صديقه المقرب و صاحب فضل كبير عليه في مسيرته السينمائية فالفنان رشدي أباظة كان يمارس التمثيل بعشق لهذا الفن قبل أي شيء و لم يكن يبحث عن شهرة أو صيت بل كان الأهم لديه هو الوفاء لصديقه صاحب اليد البيضاء عليه كنجم سينمائي .
العجيب أن رشدي أباظة و يوسف شاهين الذين لم يجمع بينهما إلا عمل سينمائي واحد هو فيلم جميلة 1958م جمع بينهما الموت حيث توفي الفنان رشدي أباظة عن عمر يناهز 54 عاما في 27 يوليو 1980م و لحق به يوسف شاهين في نفس اليوم و الشهر بعد مرور 28 عاما في 27 يوليو 200م .
المصادر :
جريدة الجريدة الكويتية 21 يوليو 2014م .
جريدة الرأي الكويتية 25 أغسطس 2009م .
جريدة أخبار الأدب 9 يناير 2016م .
جريدة الأهرام 21 يناير 2015م .