بقلم : علا السنجري
كتبت صديقتي العزيزة استاذة سامية عابدين على صفحتها باحد مواقع التواصل الاجتماعي: الزواج نهاية مأساوية لقصة الحب . أعترضت و اعترض غيري وناقشها الجميع . فجأة جاء في ذهني سؤال هام جداً: هل لو تزوج قيس ليلي ،ستكون قصة خالدة كقصة حبهم ،
هل حقا تزوج عنتر من أخري غير عبلة بعد زواجه منها بثلاث سنوات كما سمعت ، هل لو عاش روميو وجولييت كان أحدهم قتل الاخر بعد الزواج ! هل الزواج مودة أم مقبرة ؟
تعجبت جداً من تفكيري ، فانا عاشقة الرومانسية و أتخيل دائما النهايات السعيدة ، لكني هنا أمام حقائق مؤكدة بأرتفاع نسب الطلاق ، و كذلك أرتفاع نسب الخيانة بين الأزواج و أيضا نسبة جرائم القتل.
بالتأكيد هناك أسباب وراء أرتفاع تلك النسب ، ربما أهمها أنبهار الفتاة بفكرة الزواج ولا تدقق في أختيارها المهم يكون مرتاح ماديا ، يؤمن لها الشقة والشبكة و خلافه ، ولا تجهد نفسها في معرفة طباعه و عاداته اليومية ،
وضع مائة خط تحت كلمة عاداته اليومية ، تبادر إلى ذهني مشهد من فيلم محامي خلع عندما طلبت خلع زوجها لانه بيشخر وهو نائم،نشرت أحد الصحف خبر قضية خلع لأن الزوج بياكل بيديه ولا يستعمل الشوكة والمعلقة ، كل هذا يدل أن الغالبية العظمى من فتيات هذا الجيل لا ترى سوي الماديات و الشكل .
أختيار الرجل لزوجته يتوقف على أن تكون مثل أمه ،ست بيت ممتازة ، و فارهة الجمال مثل نجوم السينما والاعلانات ، لكنه بعد الزواج يحصل على نوع أخر تماما عن تخيله ، يصاب بالإحباط .
الزواج مسئوليات قد تختفي معها عبارات الحب و يحل محلها لغة أرقام وحسابات مصروف البيت ، يعتاد كل منهم وجود الأخر ، يصبح الملل زائر دائم بينهم ، تزداد الأعباء خاصة بعد الأنجاب بقدر غير متوقع يفوق طاقة طرف منهم.
ربما كثير من الازواج خاصة السيدات يؤمنون بمقولة : “ضع على الجرح ملح ” أي لا مانع من استمرار الحياة رغم الجفاء النفسي والعاطفي بينهم ،و في بعض الحالات الجفاء الجسدي أيضا من أجل الحفاظ على الشكل العام أمام المجتمع .
في النهاية أرى أن الحب موجود ، لكنه يتحول إلى عشرة ، ولكي تستمرتلك العشرة يجب أن يتحول الزواج للصداقة حتى لا ينقطع الحوار بينهم ،و يبدأ الفتور العاطفي مهددا بسقوط البيت . الحب لايموت ولكنه بين حين وآخر يحتاج إلى عناية مركزة لتنشيط ذاكرته .