كتبت رانيا الرباط
تعددت الأساليب والموت واحد،هكذا أستقبل المصريون خبر نهاية كوكب الأرض الشهر القادم في تباين واضح لردود الأفعال التى تبرز مجدداً ما بتنا فيه من إنقسام وتباعد يمحو بخطي ثابتة ما كان بيننا من قواسم مشتركة شأننا في هذا شأن وطن عربي بأكمله ما عادت وحدة اللغة والدين والعادات تجمعه؛ فجاءت أساليب التعليق علي الخبر كاشفة لما أصبحنا نتمتع به الآن من تباعد فكرى وثقافي وعقائدي ،وتنوعت الأساليب ما بين الأستهانة والسخرية وإخضاع الأمر للتحليل الدينى!! في غياب واضح لكل المعنيين بدراسة الموضوع كعلماء الفلك،الأجتماع،والنفس.
إنكار الأمر دينياً مسبباً بأنه لا يعلم الساعة إلا الله سبحانه وتعالي مقبول عقائدياً وإيمانياً،سخرية البعض الآخر مقبولة إجتماعيا فمنذ الثورة وهذا هو الأسلوب السائد الذي يطول الأشخاص قبل الأحداث في تفوق واضح علي سائر الأساليب التى تعتمد علي النقد والهجوم بطريقة مباشرة ؛في تنوع لدرجات السخرية من لون مصبوغ بالتشفي في نظام فائت ومفعم بالأمل في مستقبل قادم في البداية إلي لون تصبغه الشجاعة في مواجهة جماعة حتى أنتهينا إلي أكساب السخرية طعماً مريراً إلي لونها القاتم في تخوف وقلق من مصير يراه الكثيرون غير مستقر، لكن المحزن في الأمر حقاً هو أسلوب الترحيب الذي أستقبل به البعض هذا الخبر في أستسلام واضح جعله يرى ان في نهاية العالم راحة أبدية!! في كشف سافر عن حجم المعاناة التى باتت تطوق أعناقنا وتفقدنا الرغبة في الحياة؛ في إحباط متزايد جعلت البعض يرى أن النهاية هى السكينة لعقل أعياه التفكير وأن الموت هو التحرر من دائرة أحكم أغلاقها ولا سبيل للخروج منها، أجراس الخطر تقرع يا سادة فانتبهوا فكيف تطالبون جثث تمشي فوق الأرض بلا روح بالبناء والتعمير!! لم يعد لدي الكثيرين الرغبة في التمسك بالحياة في زمن تتسابق فيه الدول لتجعل شعوبها من أسعد شعوب العالم فأين نحن منها؟! علينا إعادة بناء الشخصية المصرية من جديد، علينا معالجتها نفسيا وإصلاح ما أصابها من تشوه؛ علينا إعادة ترسيخ القيم والأخلاقيات ومباديء الدين فالإنسان هو اللبنة الأولي في بناء أى مجتمع.