عاممقالات

صحف عربية تسلط الضوء على مشروع السعودية السياحي في البحر الأحمر


كتبت : شيماء سيف
ناقشت صحف عربية المشروع الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخاص بتحويل 50 جزيرة ومجموعة من المواقع على ساحل البحر الأحمر إلى منتجعات سياحية.
وفيما يثني البعض على المشروع باعتباره غير تقليدي، يشدد آخرون على ضرورة احترام العادات والتقاليد والديانات المختلفة للسائحين المستهدفين من هذا المشروع.
“الدجاجة التي تبيض ذهبا”
في جريدة “اليوم” السعودية، يقول محمد العصيمي إن المملكة “تريد أن تكون دولة معاصرة ناجحة اقتصاديا بنفس مقاييس النجاح لدى الدول المتقدمة، وليس كما كان الحال بالاعتماد على ثروة النفط التي لم تعد مداخيلها آمنة”.
ويضيف الكاتب “بناء على ذلك، بدأ إطلاق المشاريع السياحية الخدمية التي تبقى في كل دول العالم، أوله وثالثه، بمثابة الدجاجة التقليدية التي تبيض ذهبا وتبقى باعتبارها الثروة التي لا تنضب لأن السائحين لا ينضبون، بل يزيدون كل عام”.
كما كتب عبده خال في “عكاظ” السعودية، قائلاً “جميل جدا أن تنتبه الدولة إلى مصادر جديدة لم يتم استثمارها عبر سنوات طويلة، ومع الرؤية الجديدة تم إدخال السياحة كعنصر جاذب وقطاع استثماري يدر دخولا إضافية إلى الدخل الوطني، وأن يتم التحرك نحو السياحة من خلال المواقع البحرية من جزر وشواطئ، فهذا لا شك سوف يدخل مدنا كثيرة إلى الواجهة والاهتمام”.
وفي مقالٍ بعنوان “الإنسان في مشروع البحر الأحمر”، يقول حمود أبو طالب في الجريدة ذاتها “جاء هذا المشروع ليضاف إلى مشاريع وتوجهات وبرامج نوعية كبرى كانت نتيجة قرارات جريئة اخترقت الركود الطويل والنمطية في الفكر الاقتصادي والتنموي عموماً لتحقيق طموح مشروع بوضع المملكة في مكانها اللائق ومكانتها المستحقة بين دول العالم المتقدمة والمؤثرة بالاستثمار الأمثل لثرواتها الطبيعية المتنوعة وخصائصها الكثيرة المتميزة”.
ويشدد الكاتب على ضرورة احترام العادات والتقاليد والديانات المختلفة للسائحين المستهدفين من هذا المشروع، قائلا “هؤلاء القادمون لن يكون وجودهم مقتصراً على المكان وإنما بالضرورة سيختلطون بالإنسان، وإذا لم يكن الإنسان مريحاً ودوداً وحضارياً جميلاً فإن المكان وحده لن يكون مقنعاً بالمجيء. وهنا ربما نشير إلى ضرورة وجود الأنظمة المتعلقة بسياحة الأجانب التي تضمن المعاملة الراقية لهم ومنع المتطفلين بقناعاتهم الشخصية نيابة عن الدولة والمجتمع”.
أما محمد الهمزاني في فيقول “الرياض” السعودية “جاء الإعلان عن مشروع البحر الأحمر، ليذهل العالم بأسره أن السعوديين ليسوا أقل منهم في الطموح والحضارة والكنوز المدفونة في وطنهم، ما جعل المشروع حديث الناس وفرحهم خلال اليومين الماضيين… والآن من حق السعوديين والشباب منهم خاصة، أن يستبشروا بمستقبل بلادهم، وأن ما يرون من تقدم في بعض دول العالم الغربي، سيرونه بإذن الله في وطنهم، وستكون حالة التذمر من نقص بعض المشاريع الترفيهية شيء من الماضي”.
كما يرى حسين شبكشي في “الشرق الأوسط” اللندنية أن المشروع الجديد سيضع السعودية على خريطة السياحة العالمية، موضحاً أن “المشروع شبه أسطوري يواكبه طموح وثقة غير مسبوقة، ولكنه دليل جديد على أن السعودية تتغير وتدرك أن نموذج الأعمال الذي كانت تسير عليه الأمور قديماً غير قابل للاستدامة والاستمرارية، وبالتالي كان لا بد من هذه النوعية من المشاريع التي تتحدى النمطية الآمنة التي تعود عليها الاقتصاد السعودي لسنوات طويلة جداً”.
من جهتها، تقول “الشروق” المصرية عن تأثير المشروع على السياحة في مدن البحر الأحمر على سواحل مصر “المنافسة وإن حدثت فستكون محدودة، لأن قوانين المملكة لا تسمح بتقديم الخمور للسياح. لكن السعودية لفتت إلى أنها ستخضع المنطقة لقوانين خاصة، منها ما يسمح للسياح من أغلب الجنسيات الدخول بدون تأشيرة، وأشارت إلى أن المشروع سينفذ بالتعاون مع شركات عالمية في قطاع السياحة والفندقة”.
جرود عرسال
وفي موضوع آخر، لا يزال العديد من المعقلين منقسمين حول الأوضاع في بلدة جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية.
تقول هدى الحسيني في “الشرق الأوسط” اللندنية “اختار حزب الله توقيت معركته مع النصرة أثناء ثورة الأقصى، وخلال فصل الصيف – السياحي، وكاد الجيش اللبناني يتحول إلى حامي ظهر الحزب، صحيح أنه أسقط الرايات السوداء، لكن لبنان سيظل يتحدى من يعبث باستقراره وتقاليده ومواسمه، فمهرجانات الفرح والصوت والألوان ستظل الطاغية، ولن يكون هناك صمت وقبول، ولن تفرغ الساحات في مدنه وقراه”.
وفي “الحياة” اللندنية، تؤكد لينا الخطيب أن تدخل حزب الله في البلدة لم يكن “فقط عملية عسكرية ولكنها أيضاً عملية إعلامية. فتماماً كما حَرصَ حزب الله على أن يستخدم آلته الدعائية أثناء حربه مع إسرائيل عام 2006 لبثِّ رسالة موجهة حول دوره حامياً للأراضي اللبنانية، فقد استخدم الأسلوب ذاته هذا العام في معاركه الأخيرة في بلدة عِرسَال”.
أما حسن عليق فيقول في “الأخبار” اللبنانية “معركة الجرود لا تُقاس بالتفاصيل، بل بالنظر إلى ما كان يُعَدّ لبلادنا. يوم 2 آب 2017، تحررت الأرض اللبنانية من إرهابيي جبهة النصرة، وعادت الجرود إلى الوطن. لكن الأهم أن الأوهام الكبرى سقطت، إلى غير رجعة”.
وعلى المنوال ذاته، يقول علي ضاوي في “الديار” اللبنانية إن التسوية التي جرت مؤخرا في جرود عرسال “كرست انتصار المقاومة واظهرت بوضوح حجم الانجاز الذي تحقق. فقوة المقاومة وكفاءتها الميدانية لم تصنع الانتصار فحسب، بل كانت المقاومة مدعومة بالتفاف شعبي غير مسبوق سني وشيعي ومسيحي ودرزي وعلوي. وحجم هذا التعاطف لم يكرس فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بل عبر ما نقله ممثلو احزاب وقوى سياسية من مختلف الطوائف الى قيادة حزب الله والمقاومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock