بقلم / ميلاد موريس
الصُدف من أكثر الأشياء في حياتنا التي من الممكن أن تكون مؤثرة بشكل ملحوظ دون التدقيق في ذلك ، فهي تحدث بتلقائية مباشرةٍ وقد تأتي بنا إلي شيئاً عظيم يسعدنا أو إلي كارثة غير متوقعة ، فلو تحدثنا عن قطاراً تصادم مع آخر ، فكيف سيكون ردنا علي هذا ؟ هل ذلك الحادث تم دون قصد عن طريق الصُدفة أم من خلال الإهمال الناتج عن عدم بذل الجهد من القائمين علي محطات السِكك الحَديدية لتأمين القطارات من أية عواقب قد تؤدي إلي كارثة أم بفعل فاعل .. !
شاهدنا منذ ثلاث أيام تصادم قطارٍ بآخر وتحدثت عنه الصُحف جميعاً ووسائل الإعلام مُعلنين عنه بأنه تم اصطدام قطار «رقم ١٣» إكسبريس (القاهرة- الإسكندرية) بمؤخرة قطار «رقم ٥٧١» (بورسعيد- الإسكندرية) بالقرب من محطة خورشيد على خط (القاهرة- الإسكندرية) . مما أدى إلى وقوع إصابات بين الركاب تتراوح عددها بين 43 حالة وفاة و 172 مصاباً وتم هذا الإحصاء الأخير بُناءاً علي ما أعلنته وزارة الصحة ، وتتوالي الأحداث فيما بعد ، اندلاع حريق في قطار ركاب رقم 160 المتوجه من القاهرة إلي أسوان أثناء رحلته في العياط ، مما أثار حالة فزع بين الركاب دفعت بعضهم إلي القفز من النوافذ وأيضاً شهدت محطة قطار سمنود بمحافظة الغربية خروج قطار المنصورة طنطا عن مساره الأساسى بالأمس، وسيره على الخط المعاكس، بسبب خطأ فى التحويلة، وبعد خروج القطار من المحطة فوجئ سائق القطار بأنه يسير فى الاتجاه المعاكس، ما دفعه لإيقاف القطار وإبلاغ رئيس المحطة لإيقاف حركة القطارات خشية الإصطدام بالقطار القادم من طنطا .
هل يُعد هذا من قبيل الصُدفة أم ماذا ؟ ما وراء هذه الكوارث المتتالية التي افزعت الكثير من المواطنين مما سبب لهم عدم الإطمئنان علي سلامتهم داخل القطار عند السفر ، هل هو إهمال مسئولي السكك الحديدية والعاملين بها أم مجرد خطأٍ مفاجئ علماً بأنه لم يمضي الوقت ما بين هذا وذاك ..
يجب علي كل من لديه سلطة الرقابة أستغلالها في تحقيق الأمان للمواطنين واتخاذ الأمر اللازم حتي لا يتكرر هذا فيما بعد .. ولا يُهدر حق المواطن الضعيف الفقير .