استشهد في مثل هذا اليوم برصاصات صديقة …
كتب / خطاب معوض خطاب
بطل حرب فلسطين الشهيد أحمد عبد العزيز …
أحد أبطال مصر العظام الذين أنكروا ذواتهم من أجل رفعة مصر و العروبة مات شهيدا من أجل الدفاع عن فلسطين و رمالها ارتوت من دمه فأنبتت له محبة في قلوب كل من يعرف بقصته أو يسمع به .
ولد أحمد محمد عبدالعزيز في 29 يوليو 1907م والده الأميرالاى أى العميد محمد عبدالعزير قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان و تشرب البطل أحمد عبدالعزيز الوطنية من والده الضابط الوطني الذي تفاعل مع غضبة الشعب المصرى أثناء ثورة 1919م و وقف مع الشعب بل سمح لجنوده بالمشاركة في المظاهرات فتم فصله من الجيش عقابا له .
شارك أحمد عبدالعزيز في مظاهرات ثورة 1919م و كان طالبا صغير العمر وقتها ثم التحق بالكلية الحربية و تخرج فيها سنة 1928م و التحق للخدمة بسلاح الفرسان و أصبح مدرسا بالكلية الحربية و كان يدرس لطلابه مادة التاريخ الحربي و بعد انتهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين و تقسيمها في 14 مايو 1948م ارتكبت العصابات الصهيونية العديد من المذابح بحق الفلسطينيين العزل و انطلقت الدعوات للجهاد فى العالم العربى كله و كان البطل أحمد عبدالعزيز أحد الذين استجابوا لدعوة الجهاد في فلسطين .
قام البطل أحمد عبد العزيز بتنظيم المتطوعين و تدريبهم و إعدادهم للقتال و كانت هذه التدريبات في معسكر الهايكستب و كان العقيد البطل أحمد عبدالعزيز في موقف اختيار بين الإستمرار في الخدمة بالجيش أو مواصلة العمل التطوعي و الجهاد فطلب بنفسه و لأول مرة في التاريخ العسكري إحالة نفسه إلى الإستيداع و هو برتبة قائمقام أي عقيد بالقوات المسلحة .
جمع ما استطاع من أفراد مدربين و سلاح و ذخيرة و انطلق إلى فلسطين و معه الفدائيون لخوض المعركة ضد العصابات الصهيونية و خاض العديد من المعرك ضد الصهاينة انتصر في بعضها و تفانى في صد و ردع هجماتهم في بعضها فذاع صيته في العالم العربى كله و انتشرت الأخبار التي تحمل أنباء بطولاته و بسالته في القتال ضد الصهاينة و كاد أن يحقق النصر بمن معه من المتطوعين غير أنهم عانوا من ضعف التسليح و من الخيانة .
فى يوم 22 أغسطس 1948م تمت دعوته لحضور اجتماع في دار القنصلية البريطانية في القدس لبحث الهدنة و خرق الصهاينة لها و يومها رفض الجلوس على مائدة المفاوضات بجوار الضابط الصهيونى موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي بعد ذلك و قال لا أجلس على مائدة واحدة مع الصهاينة و أجرى المفاوضات واقفا لأنه لا يسمح لنفسه بالجلوس معهم و بعدها في نفس اليوم اتجه لقطاع غزة حيث مقر قيادة الجيش المصرى لينقل لقادة الجيش ما دار في هذا الإجتماع و كان الوقت ليلا حيث اشتبه الحراس المصريين في السيارة و أطلقوا عليها الرصاص فأصيب البطل أحمد عبدالعزيز برصاص الحراس المصريين و سقط شهيدا حيث حارب الصهاينة لكنه استشهد برصاص مصري و تم دفنه إلى جوار مسجد بلال بن رباح في المنطقة المسماة حاليا قبة راحيل و حرص الفلسطينيون على زيارته دائما عرفانا ببطولته و بسالته و موته فداء لفلسطين و تم نقل رفاته و دفن بمصر قبل حرب يونيو 1967م و تم تكريمه بإطلاق اسمه على العديد من المدارس و الشوارع في مختلف أنحاء مصر و من أشهرها شارع البطل أحمد عبدالعزير في المهندسين و في باب اللوق .
و في تعقيب للصديق لواء أركان حرب محمد محمود عمر على حادث إطلاق الرصاص على سيارة البطل أحمد عبد العزيز قال :
1- البكباشى ا.ح احمد عبد العزيز لم يحل الى الاستيداع وانما بقى ضمن القوات العاملة.
2- كانت له هو ورفاقة بطولات مع شديد الاسف طواها النسيان عمدا فاصبح “حصار الفالوجة” هو كل حرب فلسطين تمجيدا لعبد الناصر تماما مثلما اصبحت معركة اكتوبر “الضربة الجوية”
3- يكفى هذا البطل انه حرر كافة الاراضى التى كان قد احتلها اليهود وكان على بعد خطوات من القدس حينما سارع مجلس الامن ليفرض الهدنة الاولى لحماية اليهود. وفى هذا سوف اخصك بنفس التليق لى فى الفيلم وكان نص التعليق ” فى 7 يونيو وصلت القوات المصرية الى اشدود فى طريقها الى تل ابيب فى نفس الوقت الذى نجحت في التقدم فيه شرقا لتحتل الخط من المجدل الى الخليل ةبيت لحم وتتصل للمرة الاولى بقوات احمد عبد العزيز فى لحظة تاريخية يرتفع فيها العلم المصرى بفلسطين على بعد بضع خطوات من القدس عاصمة السماء … لقد اصبح النصر النهائى قاب قوسين او ادنى.”
4- كان موشى دان قائد القوات الاسرائيلية مرتعبا من البطل احمد عبدالعزيز وطلب من الوسيط الدولى برنادوت عقد اجتماع معه وفعلا اتصلوا به ووافق وفى اثناء ذهابه اطلق الرصاص على سيارته فعاد ولم يكمل، ثم عاودوا الدعوة مرة اخرى فاتصل باللواء المواوى قائد الجيش المصرى بفلسطين فارس له الاخير الرائد صلاح سالم ليكون معه فى هذا الاجتماع وبعد انتهاء الاجتماع صمم صلاح سالم على العودة الى غزة وامهله البطل للصباح فلم يرضى فقرر الا يتركه بمفرده وعارض كمال الدين حسين ذراعة الايمن وقائد المدفعية للمتطوعين فى ذلك ولكن البطل صمم على ذلك. وعند عراق المنشية انطلقت طلقة لتصيب صدر البطل وهو راكب السيارة …. واستشهد فى 23 اغسطس 1948 ، فهل كانت تلك الطلقة مقصودة؟ ام انها طائشة؟!!! لم يفصح التاريخ عنها شيئا الى الآن.
المصادر :
كتاب أنا و بارونات الصحافة للأستاذ جميل عارف .
جريدة المصري اليوم 22 أغسطس 2013م .
مجلة صباح الخير 21 أغسطس 2012م .
تحياتي : خطاب معوض خطاب .