شعر وحكاياتعام
رجل فاته القطار
بقلم عمرو سري
رجل فاته القطار !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!،،
نشأ في أسرة مفككة حيث أبواه مطلقان منذ نعومة أظفاره وما زال هو محجما عن الزواج حتى الآن رغم أنه أصبح علي مشارف الأربعين ويرفض كل العروض من أصدقائه للارتباط ببنت الحلال وعذره أنه لا يرى في نفسه القدرة على تربية الأبناء.
عاش تجربة حب واحده حقيقيه منذ خمس سنوات عندما كان يعمل علي رساله الدكتوراه والتي حصل عليها واصبح دكتورا لامعا في الاقتصاد ومؤلفا مرموقا في الادب ومدرسا في الجامعه , بلغ كل هذه الدرجات وهو بعد لم يتجاوز سن الخامسه والثلاثين , كانت زميلته في الدراسات العليا وكانت بمثابه أمه الروحيه تساعده كلما احتاج الي المساعده , أحبته بجنون مضحيه بوقتها وبأسرتها والتزاماتها , حبه منحها السعاده الابديه و كما قال ” جان جاك روسو ” عيش الحياه و ” تمتع بالحياه” عن طريق اسعاد شخص تحبه …..
حبها الافلاطوني له كان حبا صادقا وحنانا وخوفا عليه وليس شوقا ….لأن في الحب التواصل ….وفي الشوق الغياب و الافتقاد!!!!!…ّّّّّ…..
هي فتاه في العقد الثالث من العمر متوسطه القامه ممتلئه الجسم خمريه مستديره الوجه تشع بالحيويه والاشراق دقيقه الملامح عيناها عسليتان عميقتان شديدتا اللمعان واذا ما ابتسمت ارتفعت وجنتاها الورديتان الي أعلي وضاقت عيناها حتي أصبحت خيطا رفيعا من نور واذا ما اطمأنت ضحكت بكل وجهها بشفتيها وبعينيها وبأنفها الصغير المنمق واذا ما اثار الحديث اهتمامها مالت برأسها وانصتت وأخذت الكلمات من أذنيها الي قلبها واذا مس الحديث أوتار قلبها التمعت عيناها بالدموع……
لقد تحولت الي أم قبل أن تنجب أطفالا تعتني به وتخاف عليه , أصبحت شديده الحساسيه وسريعه الاستفزاز أحبت استملاكه بعقله وقلبه ووقته , قلبها هو المسيطر عليها تتزايد غيرتها من كل ما يحيط به , أما هو فقاس جدا بمشاعره لايبوح عنها بسهوله رغم تلميحاته وغيرته عليها يعتقد أن الاعتراف بحبه الشديد لها سوف يضعفه أمامها …..فمأساة الحب الازليه تتلخص فى أن الرجل يريد أن يكون اول ما يدخل قلب المرأة والمرأة تريد ان تكون أخر ما يدخل قلب الرجل !!………
اليوم يجلس وحيدا في عتمة غرفته الانيقه المطله علي النيل وتحت ضوء النجوم ينفث سجائره بشراهه ويرتشف قهوته الباردة التي نسيها تماما من كثره التفكير بها يحاول جاهدا ان يعتصر تلك الذاكرة المتهالكة التي أصابها الزهايمر ليلتقط من مخزونها شيئا منها كتسريحه شعرها الفريدة وضحكتها المجنونه الساحره ورائحة عطرها التي مازالت تجوب ارجاء عقله ، يتذكر انطباق عيناها الساحرتان عند الإبتسام له فتجعله ينسي الدنيا وما فيها , وجنتاها الورديتان ….قهوتها التي لا يستطيع نسيان مذاقها … حضنها الدافئ الذي كان يغنيه عن الكون بأسره…صوتها عندما تنادي بإسمه …..
يجلس على اعتاب الذاكرة المهترئة ….ينظر الى ركام الأطلال
ولا يعلم ايبكي هجرانها له ام يبكي الحظ الذي لم يستطع ان يمتلك الكم منه لإسعادها….ام يبكي الإثنان معا !!!!!…….ّ