شعر وحكاياتعام
جحافل الالم
بقلم عميد ا.ح / رءوف جنيدى
تترا …… تنهال عليها الهموم والاوجاع من كل حدب وصوب . كأمواج عاتية تلطم بلا هوادة جسد غريق حتى بعد ان فارق الحياة . فلا هى رحمته حيا ولا هى رحمته ميتا . تتوالى الآلام على هذا الوجه الذى كان …….. لتحيله الى أرض جدبى . تشققت عطشا لقطرات الغيث وحنينا لأياد حانية تمسح عن جبينها قطرات العرق . بدلا من أن تخمشها بمخالب ضارية تحفر على وجهها سراديب وكهوف . وتربة لا تصلح لسكنى حبات العيون التى غارت هى الأخرى بعيدا عن لهيب أوقات محرقة . وهاربة من رؤية كل ما يجرح كرامة أو يؤذى مشاعر امرأة فى هذا العمر …
جسد نحيل جففت عوده حرارة الشمس . تنعق من حوله المتاعب . وتعوى لفحات حارة فوق بقاياه . وفوق أكوام القمامة التى تقتات منها هذه السيدة . وعلى جعبتها التى امتلأت بحصاد يوم من العذاب . راحت تجفف عرقها بعد أن جمعت فيها فوارغ . شرب الأكابر محتواها الذى لم تتذوق هى طعمه . فما عليها الا ان تعيش على بقايا هؤلاء . تلك البقايا التى لا تغنى كبريائها من ذل . ولا تسمن جسدها من جوع …
عينان تنظران الى أغوار نفسها . تنظران الى ماض قاس لم يرحم شبابا لها ولا شيخوخة . تحاسبه بكل الم ومرارة . أإلى هذا الحد تحصل على لقمة العيش مغموسة بهذا القدر من العذاب ؟ . تحاسب سنين عديدة مرت معربدة فوق وجهها . معتصرة جسدا هزيلا تاهت معالمه بين المخلفات والنفايات . حتى اختلط الأمر . هل هو لرجل ام لأمرأة . اللهم إن كان الثياب قد يفصح عن الحقيقة ….
عذرا ربى فلا اقدح فى حكمتك . قلت وقولك الحق : ( وفى السماء رزقكم وما توعدون ) فما لنا نرى أناسا ينبشون الأرض ليخرجوا منها خبئها كما تفعل الضوارى والهوام . وكما كان يفعل هدهد سليمان عليه السلام وقت ان جاءه قائلا : جئتك من سبأ بنبأ يقين . انى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم .. وأنا أقول لكل المسؤولين عن هذه السيدة : جئتكم من بين أهليكم بنبأ يقين . انى وجدت امرأة تأكل من خشاش الأرض ولم تؤت شئ …. ولكن لها عند الله شأن عظيم ..
سامحك الله يا وزير التموين اذ قلت : أن ارتفاع سعر رغيف الخبز يصب فى صالح المواطن البسيط الذى هو …… هذه السيدة .
سامحك الله يا وزير الكهرباء إذ قلت : أن ارتفاع أسعار الكهرباء يصب فى صالح المواطن البسيط الذى هو ………. هذه السيدة .
سامحك الله يا رئيس شركة مياه الشرب إذ قلت : أن ارتفاع سعر مياه الشرب يصب فى صالح المواطن البسيط الذى هو ………. هذه السيدة .
وعلى المواطن البسيط الذى هو هذه السيدة أن يصفق بحرارة لهذه التصريحات . ولكن يبدو أن المواطن البسيط هو الذى لا يعرف مصلحته !!!!
عذرا سيدتى : فقد قضيت عمرك بين البقايا وتحت شرفات الأكابر فى انتظار ما قد يلقى اليك أو عليك . حقا لم تؤت شيئا فى الدنيا . ولكن صدق فيك قول الله ( تلك الدار الآخرة نجعلها الذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) صدق الله العظيم ……….